277 - حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري، نا أبي، عن عن وكيع، عمرو بن منبه، عن أوفى بن دلهم، عن رضي الله عنه؛ أنه قال: [ ص: 145 ] [ ص: 146 ] [ ص: 147 ] علي بن أبي طالب واعملوا به تكونوا من أهله؛ فإنه يأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشاره، وأنه لا ينجو منه إلا كل نؤمة ميت الداء، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع البذر. ثم قال: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، تعلموا العلم تعرفوا به، ألا وإن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا والتراب فراشا والماء طيبا؛ ألا من اشتاق إلى الجنة شارد عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات؛ ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وأهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياما لعقبى راحة طويلة، أما الليل؛ فصافون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى ربهم، ربنا ربنا! يطلبون فكاك رقابهم، وأما النهار؛ فعلماء حلماء، بررة، أتقياء، كأنهم القداح، ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى، ما بالقوم من مرض، وقد خولطوا، ولقد خالط القوم أمرا عظيما فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء [ ص: 148 ] الدنيا،