2809 - حدثنا أحمد بن محرز، نا قال: محمد بن عامر؛ لشقيق: متى أوفق للعمل الصالح؟ قال: إذا جعلت أحداث يومك وليلتك متقدمة عند الله. قلت: فمتى أتوكل؟ قال: إن اليقين إذا تم بينك وبين الله عز وجل سمي تمامه توكلا. قلت: فمتى يصح ذكري لربي؟ قال: إذا سمجت الدنيا في عينك، وقذفت أملك فيما بين يديك. قلت: فمتى يصح صومي؟ قال: إذا جوعت قلبك وأظمأت لسانك من الفحشاء. قلت: فمتى أعرف ربي؟ قال: إذا كان الله لك جليسا ولم تر سواه لنفسك أنيسا. قلت: فمتى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما أسخطه أمر عندك من الصبر، وكان ما ينزل بك هو الغنم والظفر، وجددت لذلك حمدا وشكرا. قلت: فمتى أشتاق إلى ربي؟ قال: إذا جعلت الآخرة لك قرارا، ولم تسم لك الدنيا مسكنا. قلت: فمتى أعرف لقاء ربي؟ قال: إذا كنت تقدم على حبيب وتصدر عن أمل قريب. قلت: متى أستلذ الموت؟ قال: إذا جعلت الدنيا خلف ظهرك، [ ص: 394 ] وجعلت الآخرة نصب عينك، وعلمت أن الله تبارك وتعالى يراك على كل حال، وقد أحصى عليك الدقيق والجليل. قلت: فمتى أكتفي بأهون الأغذية؟ قال: إذا عرفت وبال الشهوات غدا وسرعة انقطاع عذوبة اللذات. قلت: متى أوثر الله ولا أوثر عليه سواه؟ قال: إذا أبغضت فيه الحبيب، وجانبت فيه القريب. قلت