الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2809 - حدثنا أحمد بن محرز، نا محمد بن عامر؛ قال: قلت لشقيق: متى أوفق للعمل الصالح؟ قال: إذا جعلت أحداث يومك وليلتك متقدمة عند الله. قلت: فمتى أتوكل؟ قال: إن اليقين إذا تم بينك وبين الله عز وجل سمي تمامه توكلا. قلت: فمتى يصح ذكري لربي؟  قال: إذا سمجت الدنيا في عينك، وقذفت أملك فيما بين يديك. قلت: فمتى يصح صومي؟ قال: إذا جوعت قلبك وأظمأت لسانك من الفحشاء. قلت: فمتى أعرف ربي؟ قال: إذا كان الله لك جليسا ولم تر سواه لنفسك أنيسا. قلت: فمتى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما أسخطه أمر عندك من الصبر، وكان ما ينزل بك هو الغنم والظفر، وجددت لذلك حمدا وشكرا. قلت: فمتى أشتاق إلى ربي؟ قال: إذا جعلت الآخرة لك قرارا، ولم تسم لك الدنيا مسكنا. قلت: فمتى أعرف لقاء ربي؟ قال: إذا كنت تقدم على حبيب وتصدر عن أمل قريب. قلت: متى أستلذ الموت؟ قال: إذا جعلت الدنيا خلف ظهرك، [ ص: 394 ] وجعلت الآخرة نصب عينك، وعلمت أن الله تبارك وتعالى يراك على كل حال، وقد أحصى عليك الدقيق والجليل. قلت: فمتى أكتفي بأهون الأغذية؟ قال: إذا عرفت وبال الشهوات غدا وسرعة انقطاع عذوبة اللذات. قلت: متى أوثر الله ولا أوثر عليه سواه؟ قال: إذا أبغضت فيه الحبيب، وجانبت فيه القريب.

التالي السابق


الخدمات العلمية