3575 - حدثنا نا أحمد، قال: رأيت يحيى بن المختار؛ يبكي، فقلت: ما يبكيك يا بشر بن الحارث الحافي أبا نصر؟ فقال: دخلت على ليلا وهو يبكي الفضيل بن عياض بمكة، وهو يقول: يا رب! أعريتني وأعريت عيالي، يا رب! أجعتني وأجعت عيالي؛ فبأي يد لي عندك حتى فعلت بي هذا؟ ثم بكى حتى رحمته، قلت: يا أبا علي! ما هذا البكاء؟ فقال لي: يا أبا نصر! فبلغني في بعض الروايات أنه إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار؛ ذكروا أهل الجنة: هل بقي أحد على الصراط بعد خمسة وعشرين ألف عام؟ فيقال: بقي رجل يحبو. فبلغ ذلك بلغني أن الصراط مسيرة خمسة عشر ألف عام، خمسة آلاف صعود، وخمسة [ ص: 307 ] آلاف نزول، وخمسة آلاف، أدق من الشعرة، وأحد من السيف، على متن جهنم، لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول من خشية الله عز وجل، فقال: يا ليتني أنا ذلك الرجل؛ فأنا يا الحسن البصري، أبا نصر لا أهدأ من البكاء أبدا.