( الثالثة ) : كون القرآن معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط ، أو نظمه وأسلوبه ، أو إخباره بالغيب والمغيبات ، ولا من صرف الدواعي والمعارضات ، بل هو آية ومعجزة ظاهرة ، ودلالة باهرة وحجة قاهرة من وجوه متعددة ، من جهة اللفظ ومن جهة النظم ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ، ومن جهة معانيه التي أمر بها ، ومعانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك ، ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي ، والغيب المستقبل ، ومن جهة ما أخبر به عن المعاد ، ومن جهة      [ ص: 177 ] ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة كما في قوله تعالى  ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا      . وفي  فأبى أكثر الناس إلا كفورا   ، و  لعلهم يتذكرون   ،  قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون   فكل ما ذكره الناس من  وجوه الإعجاز في القرآن   فهو حجة على إعجازه ، ولا تناقض في ذلك بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له كما في كلام  شيخ الإسلام     .  
				
						
						
