( الفائدة الثالثة في  مقدار مدته ووفاته      ) .  
أما مدته ووفاته فقد ورد في حديث   أبي هريرة  رضي الله عنه عند   الطبراني   وابن عساكر  أنه صلى الله عليه وسلم قال "  ينزل  عيسى ابن مريم   فيمكث في الناس أربعين سنة     " وعند الإمام  أحمد   وابن أبي شيبة  ،  وأبي داود   وابن جرير   وابن حبان  عنه  أنه يمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه عند نبينا  محمد   صلى الله عليه وسلم     .  
وأخرج الإمام  أحمد   وابن أبي شيبة   وابن عساكر  وأبو يعلى  عن  عائشة  رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "  ينزل  عيسى ابن مريم   فيقتل الدجال ثم يمكث  عيسى   في الأرض أربعين سنة إماما عادلا حكما مقسطا     " .  
وأخرج الإمام  أحمد  أيضا في الزهد  عن   أبي هريرة  رضي الله عنه قال " يلبث  عيسى ابن مريم   أربعين سنة لو يقول للبطحاء سيلي عسلا لسالت     " .  
وفي المنتظم للإمام الحافظ   ابن الجوزي  عن  عمر  رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "  ينزل  عيسى ابن مريم   فيتزوج ويولد له     " ذكر بعضهم ولدين أحدهما يسميه  موسى  والآخر  محمد  وأن أمهما من  اليزد   ، قال  ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت ويدفن معي في قبري فأقوم أنا  وعيسى   من قبر واحد بين  أبي بكر  وعمر     " وعلى هذا روايات أربعين وردت بإلغاء الكسر .  
وورد في رواية  أنه إنما يمكث سبع سنين     . وجمع بعضهم أن سيدنا  عيسى   حين رفع كان عمره ثلاثا وثلاثين سنة وينزل سبعا فهذه أربعون سنة . وهذا والله أعلم ليس بشيء لما مر من حديث  عائشة  عند الإمام  أحمد  وغيره "  فيقتل الدجال ثم يمكث  عيسى   في      [ ص: 99 ] الأرض أربعين سنة     " .  
وقد قال الحافظ  جلال الدين السيوطي  كنت أفتيت بأن  ابن مريم   يمكث في الأرض بعد نزوله سبع سنين ، قال واستمريت على ذلك مدة من الزمان حتى رأيت الإمام الحافظ  البيهقي  اعتمد أن مكثه في الأرض أربعون سنة معتمدا ما أفاده الإمام  أحمد  في روايته بلفظ "  ثم يمكث  ابن مريم   في الأرض بعد قتل الدجال أربعين سنة     " . وهذا هو المرجع لأن زيادة الثقة يحتج بها ، ولأنهم يأخذون برواية الأكثر ويقدمونها على رواية الأقل لما معها من زيادة العلم ، ولأنه مثبت والمثبت مقدم . انتهى .  
وإلى قتل سيدنا  عيسى ابن مريم   للدجال أشار بقوله :  
				
						
						
