( التنبيه السابع )
اعلم أن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بعد قتله للدجال يذهب إلى المدينة فيزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويحج البيت الحرام ويتوفى بالمدينة المنورة فيدفن هناك فقد أخرج الإمام أحمد وابن جرير من حديث وابن عساكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبي هريرة عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب ويجمع الصلاة ويعطي المال حتى لا يقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما " . ينزل
وعند مسلم في صحيحه عن وابن أبي شيبة رضي الله عنه أيضا " أبي هريرة عيسى ابن مريم بفج الروحاء بالحج أو العمرة أو ليثنينهما جميعا ليهلن " قوله بفج أي طريق والروحاء مكان [ ص: 113 ] بين المدينة ووادي الصفراء في طريق مكة ، قال في المطالع ابن قرقول والروحاء من عمل الفرع على نحو من أربعين ميلا من المدينة وفي مسلم ستة وثلاثين ، على ثلاثين . وابن أبي شيبة
وأخرج الحاكم وصححه من حديث وابن عساكر أيضا رضي الله عنه " أبي هريرة ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه " قال ليهبطن رضي الله عنه : أي بني أخي إذا رأيتموه فقولوا أبو هريرة يقرئك السلام . أبو هريرة
وأخرج الحاكم عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عيسى منكم فليقرئه مني السلام " وأخرج من أدرك في تاريخه البخاري : والطبراني يدفن ابن مريم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما وصاحبيه رضي الله عنهما فيكون قبره رابعا .
وفي المواهب اللدنية للقسطلاني رحمه الله بقي من البيت موضع قبر يدفن فيه عيسى ابن مريم ويكون قبره الرابع .
ومر حديث عند ابن عمر في المنتظم . ابن الجوزي
قال العلامة الشيخ مرعي في بهجته قال بعض مشايخنا وذكر رابع القبور لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المار معي في قبري فإنه صلى الله عليه وسلم عبر بذلك لشدة القرب إذ هو لقربه كأنه معه ، أو بتقدير مضاف أي في جانب قبري لينطبق الكلام وينتسق . فدل مجموع ما ذكرنا أن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام يموت بالمدينة المنورة .
قال بعضهم ولعل موته عند حجه وزيارته النبي صلى الله عليه وسلم .
واعلم أن الكلام على المهدي والدجال وعيسى ابن مريم عليه السلام طويل شهير أفردت في ذلك الكتب المبسوطة والمختصرة وذكرنا في كتابنا البحور الزاخرة من ذلك طرفا صالحا يغني من أحصاه علما عن مراجعة أكثر كتب هذا الباب والله أعلم بالصواب .