( فوائد )
( إحداها ) تقدم أن عمران بيت المقدس . رواه خراب يثرب أبو داود من حديث معاذ مرفوعا .
وروى أنه صلى الله عليه وسلم ، قال " الطبراني المدينة زمان يمر السفر على بعض أقطارها فيقول قد كانت هذه مرة عامرة من طول الزمان وعفو الأثر " . سيبلغ البناء سلعا ثم يأتي على
وأخرج الإمام أحمد نحوه بإسناد حسن . وفي الصحيحين " المدينة على خير ما كانت مذللة ثمارها لا يغشاها إلا العوافي الطير والسباع " الحديث ، وسبب خرابها والله أعلم أن خيار أهلها يخرجون مع لتتركن المهدي إلى الجهاد ثم ترجف بعد ذلك بمنافقيها وترميهم إلى الدجال ولم يبق إلا المؤمنون المخلصون فيهاجرون إلى بيت المقدس عند إمامهم وقد ورد " إبراهيم " . ستكون هجرة وخيار الناس يومئذ ألزمهم مهاجر
ومن بقي منهم تقبض روحه الريح الطيبة . وقد روى المرجاني في أخبار المدينة عن جابر مرفوعا " ليعودن هذا الأمر إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكون إيمان إلا بها " .
وأخرج من حديث النسائي مرفوعا " أبي هريرة المدينة " . ورواه [ ص: 126 ] آخر قرية من قرى الإسلام خرابا الترمذي بنحوه وقال حسن غريب . ورواه بلفظ " ابن حبان المدينة " وصح " آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " فظاهر هذه الأخبار التعارض ووجه الجمع أن الفتن تعم الدنيا كلها كما مر في خروج إن الدين ليأرز إلى المهدي ويبقى أهل المدينة مع المهدي فيأرز الدين أي ينحسر ويدخل إلى المدينة حينئذ لأنهم المؤمنون الكاملون التابعون للخليفة الحق ثم إنها تنفي خبثها زمن الدجال ويبقى فيها الإيمان الخالص بخلاف غيرها من بيت المقدس وغيرها من البلدان فيبقى فيهم أهل ذمة ومنافقون لأنهم إنما يؤمنون بعد نزول عيسى عليه السلام ، وكذلك مكة تقذف بمنافقيها إلى الدجال أيضا .
وقد قيل إن تأتي من الريح الطيبة الشام فيكون أهل الشام يقبضون قبل أن تصل المدينة أو من اليمن فكذلك أو من كليهما كما جمع به والأمر ظاهر فيصدق أنه آخر من يقبض من المؤمنين أهل المدينة وهذا محط حديث فبمجرد موتهم تخرب أبي هريرة المدينة لأنه ليس فيها سوى المؤمنين بخلاف غيرها فإنها تبقى عامرة بشرار الناس كما أشار إليه في الإشاعة وهو حسن ، وبالله التوفيق .