( العلامة السابعة )
من علامات الساعة وأشراطها وإليه الإشارة بقوله : ( ( وإنه يذهب بالقرآن ) ) ( ( وإنه ) ) أي الشأن والأمر ( ( يذهب ) ) بضم التحتية مبنيا لما لم يسم فاعله أي يذهب الله تعالى ( ( بالقرآن ) ) العظيم وكلام الله المنزل على النبي الكريم من المصاحف والصدور وهي من أشد معضلات الأمور ، فأخرج رفع القرآن العظيم والذكر الحكيم من الصدور ومن السطور الديلمي من حديث ، أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما مرفوعا " يسرى على كتاب الله ليلا فيصبح الناس وليس منه آية ولا حرف في جوف إلا نسخت " .
قال في البهجة : قرر الأئمة أنه يرفع أولا من المصاحف وذلك أنهم [ ص: 132 ] يبيتون فيصبحون وليس فيها حرف مكتوب ثم يرفع من الصدور عقب ذلك لأعجل زمن حتى لا يكون شيء منه محفوظا حتى يقول الحافظ للآخر وقد سأله الآخر كنت أحفظ شيئا فنسيته لا أدري ما هو .
وفي الحديث " " . أكثروا من الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع " قيل وكيف يرفع ما في صدور الرجال ؟ قال " يسرى عليهم ليلا فيصبحون منه فقراء وينسون قول لا إله إلا الله
وعند الديلمي من حديث رضي الله عنهما " ابن عمر لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث جاء له دوي حول العرش كدوي النحل فيقول الله عز وجل ما لك ؟ فيقول منك خرجت وإليك أعود أتلى فلا يعمل بي " .
وتقدم في مسألة الكلام على الكلام ما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه عن السلف من أن القرآن العظيم كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، وأن معنى وإليه يعود ما جاء في الآثار أن القرآن يسرى به حتى لا يبقى في المصاحف منه حرف ولا في القلوب منه آية .
وأخرج من حديث ابن ماجه حذيفة رضي الله عنه مرفوعا " " الحديث . يدرس الإسلام حتى لا يدرى ما صيام ، ولا صلاة ، ولا نسك ، ولا صدقة ، ويسرى على كتاب الله تعالى في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية
وأخرج السجزي عن رضي الله عنهما مرفوعا " ابن عمر لا تقوم القيامة حتى يرفع الركن والقرآن " .
وأخرج بسند قوي ، ابن ماجه والحاكم ، والبيهقي ، والضياء عن حذيفة رضي الله عنه قال : كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ، ولا صلاة ، ولا نسك ، ولا صدقة ، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، ويبقى طوائف من الناس الشيخ ، والعجوز ويقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها . والله أعلم . يدرس الإسلام