( تنبيهات )
( الأول ) قد ورد عن ابن عمرو رضي الله عنهما : . يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة
وروى عنه : يبقى شرار الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة . وأخرج عبد بن حميد نعيم ، عن ابن عمرو : لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومائة سنة بعد نزول عيسى ابن مريم وبعد الدجال .
وروى من حديث عبد بن حميد رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة لا تقوم الساعة حتى يلتقي الشيخان الكبيران فيقول أحدهما للآخر متى ولدت ؟ فيقول زمن طلعت الشمس من مغربها .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن رضي الله عنه : الآيات كلها في ثمانية أشهر . وعن أبي هريرة أبي العالية : في ستة أشهر . ومر : لو أن رجلا نتج مهرا لم يركبه حتى ينفخ في الصور .
وجمع الحافظ ابن حجر في فتح الباري وتبعه السخاوي في القناعة ، والبرزنجي في الإشاعة بما حاصله أن المدة كما في الروايات الأولى عشرون ومائة سنة لكنها تمر مرا سريعا كمقدار عشرين ومائة شهر كما في صحيح مسلم عن مرفوعا " أبي هريرة " الحديث وفيه اليوم كالساعة . لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر
وعلى هذا يكون مرتين مرة زمن تقارب الزمان وتقاصر الأيام الدجال ثم ترجع بركة الأرض وطول الأيام إلى حالها ، ثم تتناقص بعد موت سيدنا عيسى عليه السلام إلى أن تصير في آخر الزمان إلى ما ذكر قلت : وأحسن من هذا ما ذكره الطيبي أن الآيات على قسمين قسم يدل على قرب الساعة وقسم يدل على حصولها ، وأن من الأول الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وخروج يأجوج ومأجوج ، والخسوف ، ومن الثاني [ ص: 141 ] الدخان ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ، والنار التي تخرج من قعر عدن تحشر الناس ، فيكون المراد بالمدة الطويلة باعتبار الأول والقصيرة باعتبار الثاني لكن يعكر عليه بأن الخبر ناطق بأن العشرين ومائة سنة بعد طلوع الشمس من مغربها ولهذا مال الكوراني إلى الأول أو أن خبر عشرين ومائة سنة غير صحيح ، واستدل لعدم صحة ذلك مع ما مر بقول السخاوي ثبت أن الآيات العظام مثل السلك إذا انقطع تناثر الخرز سرعة .
وفي مرسل لأبي العالية أن بين أول الآيات وآخرها ستة أشهر يتتابعن كتتابع الخرزات في النظام . وتقدم قريبا . ويشهد لتواليها ، خرزات منظومات في سلك إذا انقطع السلك تبع بعضها بعضا .
وفي رواية بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت .