ولما أنهينا الكلام على الحساب بحسب ما يليق بهذا الكتاب ثنينا العطف على شرح
nindex.php?page=treesubj&link=30356_28770الصحف والميزان المشار إلى ذلك في قوله ( ( و ) ) كذا وقوف الخلق لأخذ ( ( الصحف ) ) جمع صحيفة ، وهي الكتب كتبتها الملائكة ، وأحصوا ما فعله كل إنسان من سائر أعماله في الدنيا القولية والفعلية ، وقيل هي صحف تكتبها العباد في قبورها قال تعالى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وإذا الصحف نشرت ) قال
الثعلبي :
أي التي فيها أعمال بني آدم نشرت للحساب ، وإنما يؤتى بالصحف إلزاما للعباد ، ورفعا للجدل والعناد .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=13وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ) قال العلماء :
معنى ( طائره ) عمله ، وقال
مقاتل والكلبي : خيره وشره معه لا يفارقه ، وهو معنى الأول . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه بيمينه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) وفي الآية الأخرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ) والفتيل هو القشر الذي في شق النواة ، وهذا يضرب مثلا للشيء الحقير .
وذكر
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - أن المراد بالفتيل الوسخ الذي يظهر بفتل الإنسان إبهامه بسبابته .
قال
العلامة الشيخ مرعي :
وإنما خص القراءة بمن أوتي كتابه بيمينه دون من أوتيه بشماله لأن أهل الشمال إذا طالعوا
[ ص: 181 ] كتابهم وجدوه مشتملا على المهلكات العظيمة ، والقبائح الكاملة فيتولى الخوف والدهش على قلوبهم ، ويثقل لسانهم ، ويعجزون عن القراءة الكاملة بخلاف أصحاب اليمين فإنهم إذا طالعوا صحف حسناتهم ، وجدوها على الكمال فيقرءون كتابهم على أحسن الأحوال وأتمها ، ثم لم يقنع أحد بقراءته حتى يقول لأهل المحشر :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هاؤم اقرءوا كتابيه - كما قال الفخر ، وغيره . وقال تعالى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه بيمينه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فسوف يحاسب حسابا يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وينقلب إلى أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه وراء ظهره nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فسوف يدعو ثبورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12ويصلى سعيرا ) .
والحاصل أن نشر الصحف وأخذها باليمين والشمال مما يجب الإيمان به ، وعقد القلب بأنه حق لثبوته بالكتاب والسنة والإجماع ، فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي عن
أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"
الكتب كلها تحت العرش ، فإذا كان يوم القيامة يبعث الله ريحا فتطيرها بالأيمان والشمائل " ، أول خط فيها (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) " قال
قتادة :
سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا ، وأخرج
الديلمي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا : "
عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - وأخرج
الترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026699يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله .
" وأخرجه
البيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه ، ولفظه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026700وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب في الأيمان والشمائل " .
قال الحكيم
الترمذي : الجدال للأعداء يجادلون لأنهم لا يعرفون ربهم فيظنون أنهم إذا جادلوا نجوا أو قامت حجتهم ، والمعاذير لله يعتذر إلى
آدم وإلى أنبيائه ، ويقيم حجته عندهم على الأعداء ثم يبعث بهم إلى النار ، والعرضة الثالثة للمؤمنين ، وهو العرض الأكبر يخلو بهم فيعاتب من يريد عتابه في تلك الخلوات حتى يذوق وبال
[ ص: 182 ] الحياء والخجل ثم يغفر لهم ويرضى عنهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي قال :
nindex.php?page=treesubj&link=30356إن المؤمن ليعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته فيتغير لونه ، ثم يقرأ حسناته فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات ، فعند ذلك يقول هاؤم اقرءوا كتابيه .
وأخرج مكي في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=25أم المؤمنين عائشة الصديقة - رضي الله عنها - قالت :
يا رسول الله كيف يحاسب حسابا يسيرا ؟ قال : " يؤتى العبد كتابه بيمينه فيقرأ سيئاته ، ويقرئ الناس حسناته ثم يحل الصحيفة فيحول الله حسناته فيقرؤها الناس فيقولون : ما كان لهذا العبد من سيئة " فهذا تفسير قوله تعالى :
( nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه بيمينه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فسوف يحاسب حسابا يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وينقلب إلى أهله مسرورا ) أهله هم أهل الجنة كما في البهجة .
وأخرج
الترمذي وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا في قوله تعالى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026702 ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) قال يدعى الرجل فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له في جسمه ستين ذراعا ، ويبيض وجهه ، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينطلق إلى أصحابه ، فيرونه من بعيد فيقولون : اللهم ائتنا بهذا ، وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول : أبشروا فإن لكل واحد منكم مثل هذا ، وأما الكافر فيسود وجهه ، ويمد في جسمه ستون ذراعا ، ويجعل على رأسه تاج من نار ، ويراه أصحابه فيقولون : اللهم إنا نعوذ بك من هذا ، اللهم لا تأتنا بهذا ، فيأتيهم فيقولون : اللهم اخزه ، فيقول أبعدكم الله ، فإن لكل رجل منكم مثل هذا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=1026703عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟ قال : " أما عند ثلاث فلا ، عند الميزان حتى يعلم أيثقل أم يخف ، وعند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو شماله ، وحين يخرج عنق من النار " الحديث .
وَلَمَّا أَنْهَيْنَا الْكَلَامَ عَلَى الْحِسَابِ بِحَسْبِ مَا يَلِيقُ بِهَذَا الْكِتَابِ ثَنَّيْنَا الْعَطْفَ عَلَى شَرْحِ
nindex.php?page=treesubj&link=30356_28770الصُّحُفِ وَالْمِيزَانِ الْمُشَارِ إِلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ ( ( وَ ) ) كَذَا وُقُوفُ الْخَلْقِ لِأَخْذِ ( ( الصُّحُفُ ) ) جَمْعُ صَحِيفَةٍ ، وَهِيَ الْكُتُبُ كَتَبَتْهَا الْمَلَائِكَةُ ، وَأَحْصَوْا مَا فَعَلَهُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ سَائِرِ أَعْمَالِهِ فِي الدُّنْيَا الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ ، وَقِيلَ هِيَ صُحُفٌ تَكْتُبُهَا الْعِبَادُ فِي قُبُورِهَا قَالَ تَعَالَى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=10وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ :
أَيِ الَّتِي فِيهَا أَعْمَالُ بَنِي آدَمَ نُشِرَتْ لِلْحِسَابِ ، وَإِنَّمَا يُؤْتَى بِالصُّحُفِ إِلْزَامًا لِلْعِبَادِ ، وَرَفْعًا لِلْجَدَلِ وَالْعِنَادِ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=13وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ) قَالَ الْعُلَمَاءُ :
مَعْنَى ( طَائِرَهُ ) عَمَلُهُ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ : خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مَعَهُ لَا يُفَارِقُهُ ، وَهُوَ مَعْنَى الْأَوَّلِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) وَفِي الْآيَةِ الْأُخْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ) وَالْفَتِيلُ هُوَ الْقِشْرُ الَّذِي فِي شَقِّ النَّوَاةَ ، وَهَذَا يُضْرَبُ مَثَلًا لِلشَّيْءِ الْحَقِيرِ .
وَذَكَرَ
مُجَاهِدٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَتِيلِ الْوَسَخُ الَّذِي يَظْهَرُ بِفَتْلِ الْإِنْسَانِ إِبْهَامَهُ بِسَبَّابَتِهِ .
قَالَ
الْعَلَّامَةَ الشَّيْخُ مَرْعِيٌّ :
وَإِنَّمَا خَصَّ الْقِرَاءَةَ بِمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ دُونَ مَنْ أُوتِيَهُ بِشِمَالِهِ لِأَنَّ أَهْلَ الشِّمَالِ إِذَا طَالَعُوا
[ ص: 181 ] كِتَابَهُمْ وَجَدُوهُ مُشْتَمِلًا عَلَى الْمُهْلِكَاتِ الْعَظِيمَةِ ، وَالْقَبَائِحِ الْكَامِلَةِ فَيَتَوَلَّى الْخَوْفُ وَالدَّهَشُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَيَثْقُلُ لِسَانُهُمْ ، وَيَعْجِزُونَ عَنِ الْقِرَاءَةِ الْكَامِلَةِ بِخِلَافِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَإِنَّهُمْ إِذَا طَالَعُوا صُحُفَ حَسَنَاتِهِمْ ، وَجَدُوهَا عَلَى الْكَمَالِ فَيَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْأَحْوَالِ وَأَتَمِّهَا ، ثُمَّ لَمْ يَقْنَعْ أَحَدٌ بِقِرَاءَتِهِ حَتَّى يَقُولَ لِأَهْلِ الْمَحْشَرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ - كَمَا قَالَ الْفَخْرُ ، وَغَيْرُهُ . وَقَالَ تَعَالَى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12وَيَصْلَى سَعِيرًا ) .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ نَشْرَ الصُّحُفِ وَأَخْذَهَا بِالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ مِمَّا يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ ، وَعَقَدَ الْقَلْبُ بِأَنَّهُ حَقٌّ لِثُبُوتِهِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ ، فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14798الْعُقَيْلِيُّ عَنْ
أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
"
الْكُتُبُ كُلُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فَتُطَيِّرُهَا بِالْأَيْمَانِ وَالشَّمَائِلِ " ، أَوَّلُ خَطٍّ فِيهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) " قَالَ
قَتَادَةُ :
سَيَقْرَأُ يَوْمَئِذٍ مَنْ لَمْ يَكُنْ قَارِئًا فِي الدُّنْيَا ، وَأَخْرَجَ
الدَّيْلَمِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَرْفُوعًا : "
عُنْوَانُ كِتَابِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026699يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ .
" وَأَخْرَجَهُ
الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَفْظُهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026700وَأَمَّا الْعَرْضَةُ الثَّالِثَةُ فَتَطَايُرُ الْكُتُبِ فِي الْأَيْمَانِ وَالشَّمَائِلِ " .
قَالَ الْحَكِيمُ
التِّرْمِذِيُّ : الْجِدَالُ لِلْأَعْدَاءِ يُجَادِلُونَ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ رَبَّهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ إِذَا جَادَلُوا نَجَوْا أَوْ قَامَتْ حُجَّتُهُمْ ، وَالْمَعَاذِيرُ لِلَّهِ يَعْتَذِرُ إِلَى
آدَمَ وَإِلَى أَنْبِيَائِهِ ، وَيُقِيمُ حُجَّتَهُ عِنْدَهُمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ، وَالْعَرْضَةُ الثَّالِثَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَهُوَ الْعَرْضُ الْأَكْبَرُ يَخْلُو بِهِمْ فَيُعَاتِبُ مَنْ يُرِيدُ عِتَابَهُ فِي تِلْكَ الْخَلَوَاتِ حَتَّى يَذُوقَ وَبَالَ
[ ص: 182 ] الْحَيَاءِ وَالْخَجَلِ ثُمَّ يَغْفِرَ لَهُمْ وَيَرْضَى عَنْهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=30356إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُعْطَى كِتَابَهُ فِي سَتْرٍ مِنَ اللَّهِ فَيَقْرَأُ سَيِّئَاتِهِ فَيَتَغَيَّرُ لَوْنُهُ ، ثُمَّ يَقْرَأُ حَسَنَاتِهِ فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ لَوْنُهُ ثُمَّ يَنْظُرُ فَإِذَا سَيِّئَاتُهُ قَدْ بُدِّلَتْ حَسَنَاتٍ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ .
وَأَخْرَجَ مَكِّيٌّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ؟ قَالَ : " يُؤْتَى الْعَبْدُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقْرَأُ سَيِّئَاتِهِ ، وَيُقْرِئُ النَّاسَ حَسَنَاتِهِ ثُمَّ يَحُلُّ الصَّحِيفَةَ فَيُحَوِّلُ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ فَيَقْرَؤُهَا النَّاسُ فَيَقُولُونَ : مَا كَانَ لِهَذَا الْعَبْدِ مِنْ سَيِّئَةٍ " فَهَذَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
( nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) أَهْلُهُ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا فِي الْبَهْجَةِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَرْفُوعًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026702 ( nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=71يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) قَالَ يُدْعَى الرَّجُلُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتِّينَ ذِرَاعًا ، وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ ، وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلَأْلَأُ فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ : اللَّهُمَّ ائْتِنَا بِهَذَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي هَذَا حَتَّى يَأْتِيَهُمْ فَيَقُولُ : أَبْشِرُوا فَإِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُسَوَّدُ وَجْهُهُ ، وَيُمَدُّ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نَارٍ ، وَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ : اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ هَذَا ، اللَّهُمَّ لَا تَأْتِنَا بِهَذَا ، فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُونَ : اللَّهُمَّ اخْزِهِ ، فَيَقُولُ أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ ، فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=hadith&LINKID=1026703عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَذْكُرُ الْحَبِيبُ حَبِيبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : " أَمَّا عِنْدَ ثَلَاثٍ فَلَا ، عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَثْقُلُ أَمْ يَخِفُّ ، وَعِنْدَ تَطَايُرِ الْكُتُبِ فَإِمَّا أَنْ يُعْطَى بِيَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ ، وَحِينَ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ " الْحَدِيثَ .