( الثاني )  
في ذكر  تكليف الجن   ، ولواحق ذلك - قال العلامة  شمس الدين محمد بن مفلح  في كتابه الفروع : الجن مكلفون في الجملة إجماعا يدخل      [ ص: 223 ] كافرهم النار إجماعا ، ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقا  لمالك   والشافعي     - رضي الله عنهما - لا أنهم يصيرون ترابا كالبهائم ، وأن ثواب مؤمنهم النجاة من النار خلافا  لأبى حنيفة   والليث بن سعد  ومن وافقهما ، قال : وظاهر الأول يعني قول   الإمام أحمد  ومالك   والشافعي     - رضي الله عنهما - أنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم ، خلافا لمن قال : لا يأكلون ولا يشربون فيها  كمجاهد  ، أو أنهم في ربض حول الجنة   كعمر بن عبد العزيز  ، قال  ابن حامد  في كتابه : الجن كالإنس في التكليف والعبادات . انتهى كلام الفروع .  
وقال   ابن عبد البر     : الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون لقوله تعالى (  يا معشر الجن والإنس      ) وكقوله (  فبأي آلاء ربكما تكذبان      ) . قال   الفخر الرازي     : أطبق الكل على أن الجن كلهم مكلفون . قال   القاضي عبد الجبار المعتزلي     :  
لا نعلم خلافا بين أهل النظر أن الجن مكلفون .  
				
						
						
