( التنبيه الرابع ) اختلف في  تكليف الملائكة      - عليهم السلام - وعدمه ، قال  العلامة شمس الدين ابن مفلح  في كتابه الفروع ما نصه : قال  ابن حامد  في كتابه : الإنس كالجن في التكليف والعبادات ، قال : ومذاهب العلماء إخراج الملائكة من التكليف والوعد والوعيد . انتهى . وتقدم بعض الكلام على الجن . وكذا قال في الفروع قبيل باب الإمامة في كلام  أبي المعالي     : إن كشف العورة      [ ص: 410 ] خاليا هي مسألة سترها عن الملائكة والجن ، قال : وكلام صاحب المحرر وظاهر كلامهم يجب عن الجن ، لأنهم مكلفون أجانب ، وكذا عن الملائكة مع عدم تكليفهم ، لأن الآدمي مكلف ، وقد أمر الشارع في خبر   بهز بن حكيم  بحفظها عن كل أحد إلا من زوجته وأمته وهذا مع العلم بحضورهم . انتهى ملخصا . ولعل مراده إخراجهم عن التكليف بما كلفنا . لا مطلقا وإلا فهم مكلفون قطعا ، قال  ابن جماعة  في شرح بدء الأمالي : المكلفون على ثلاثة أقسام : قسم كلف من أول الفطرة قطعا وهم الملائكة  وآدم   وحواء     - عليهم السلام - ، وقسم لم يكلف من أول الفطرة وهم أولاد  آدم   ، وقسم فيهم نزاع والظاهر أنهم مكلفون من أول الفطرة وهم الجان . انتهى . قلت الكتاب والسنة ظاهرهما تكليف الملائكة إذ فيه : (  لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون   ،  ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير      -  يسبحون الليل والنهار لا يفترون   ،  يخافون ربهم من فوقهم      ) ، وقال : (  وهم من خشيته مشفقون      -  إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا      ) وهذا كله تكليف وناشئ عن التكليف ، والأحاديث طافحة بمعنى ذلك ، والله أعلم .  
				
						
						
