الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أول الطبقة الثالثة

606 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي :

صحب جماعة ممن صحبوا من صحب إمامنا أحمد وتخصص لصحبة أبي الحسن بن بشار وحكي عنه أشياء قد ذكرنا بعضها في أخبار أبي الحسن بن بشار ونذكر الآن في هذه الترجمة ما أغفلناه هناك .

من ذلك قال : سمعت أبا الحسن بن بشار يقول اقبل مني ما أقول لك [ ص: 75 ] انظر إن اشتهيت باقلا حارا أو باردا فلا تسأل سوى الله فإنه يقضي حاجتك ولا تسأل سواه .

قال : وسمعته يقول : بلغني عن المتوكل رحمه الله أنه كان ذات يوم جالسا وولدان له يلعبان بين يديه فضرب أحدهما الآخر فقال : خذها مني وأنا الهاشمي العباسي ثم إنهما لعبا فضربه الآخر ثم قال خذها مني وأنا الغلام الحنبلي فسر بذلك المتوكل وأقطعه .

قال : وسمعته في مجلسه يذكر أبناء الإخوة وينعتهم وهو يقول إن حضروا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفقدوا ثم قال : جرابه بطنه والله ذخره .

قال : وكنت أسمعه يقول في دعائه إذا دعا : أعطيت فأجزلت العطاء وعافيت فصرفت البلاء وكثرت علينا منك الآلاء والنعماء فأي أياديك نذكر ؟ أم أي نعمائك نشكر ؟ جميل ما ظهرت أم قبيح ما سترت ؟ نطيعك فتشكر ونعصيك فتستر ونسأل فتعطي ونستكفي فتكفي فلك الحمد على جميل ما أظهرت ولك الحمد على قبيح ما سترت عجبا لمن عرفك كيف يألف غيرك ؟ من ذا الذي عرفك حق معرفتك ؟ أم من ذا الذي قدرك حق قدرك ؟ سبحانك .

التالي السابق


الخدمات العلمية