الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
644 - وأما الصورة المذكورة فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد محمد بن موسى قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد [ ص: 73 ] البيروتي ، أخبرني أبي، نا ابن جابر ، قال: ونا الأوزاعي أيضا قالا، ثنا خالد بن اللجلاج ، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي ، يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال له قائل: ما رأيتك أصفر وجها منك الغداة. فقال: "ما لي وقد تبدى لي ربي في أحسن صورة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى  يا محمد؟ قال: قلت: أنت أعلم أي رب. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: أنت أعلم أي رب. فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماء والأرض. وتلا هذه الآية: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين . قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات رب. قال: وما هن؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره. قال: من يفعل يعش بخير ويمت بخير، ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن تقوم بالليل والناس نيام، سل تعطه. قلت: اللهم إني أسألك الطيبات، وترك [ ص: 74 ] المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي، وإذا أردت فتنة بقوم فتوفني غير مفتون. فتعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن لحق ". فهذا حديث مختلف في إسناده فروي هكذا، ورواه زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش ، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه جهضم بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه موسى بن خلف العمي عن يحيى عن زيد ، عن جده ممطور، وهو أبو سلام ، عن ابن السكسكي عن مالك بن يخامر وقيل فيه غير ذلك. ورواه أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس ، وقال فيه: أحسبه يعني: في المنام. ورواه قتادة يعني عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس .

[ ص: 75 ] [ ص: 76 ] [ ص: 77 ] [ ص: 78 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية