837 - أخبرنا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ عبد الله بن محمد الكعبي ، أنا ، أنا محمد بن أيوب عياش الرقام ، ثنا ، ثنا وكيع ، عن الأعمش إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن ، رضي الله عنه قال : أبي ذر والشمس تجري لمستقر لها قال : " مستقرها تحت العرش " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل . رواه في الصحيح عن البخاري عياش الرقام وغيره ، ورواه عن مسلم إسحاق بن إبراهيم وغيره عن وذكر وكيع رحمه الله في قوله : أبو سليمان الخطابي والشمس تجري لمستقر لها أن أهل التفسير وأصحاب المعاني قالوا فيه قولين ؛ قال بعضهم : معناه أن الشمس تجري لمستقر لها ، أي : لأجل أجل لها ، وقدر قدر لها ، يعني انقطاع مدة بقاء العالم ، وقال بعضهم : مستقرها غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها لأطول يوم في أيام الصيف ، ثم تأخذ في النزول حتى تنتهي إلى أقصى مشارق الشتاء لأقصر يوم في السنة . وأما قوله " مستقرها تحت العرش " فلا ينكر أن يكون لها استقرار ما تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده ، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذب به ولا نكيفه ، لأن علمنا لا يحيط به ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن علم ما سألت عنه من مستقرها تحت العرش في كتاب كتب فيه مبادئ أمور العالم ونهاياتها ، والوقت الذي [ ص: 275 ] تنتهي إليه مدتها ، فينقطع دوران الشمس وتستقر عند ذلك فيبطل فعلها ، وهو اللوح المحفوظ ، الذي بين فيه أحوال الخلق والخليقة وآجالهم ومآل أمورهم والله أعلم بذلك . قال الشيخ وفي هذا يعني الحديث الأول إخبار عن سجود الشمس تحت العرش فلا ينكر أن يكون ذلك عند محاذاتها العرش في مسيرها ، والخبر عن سجود الشمس والقمر لله عز وجل قد جاء في الكتاب ، وليس في سجودها لربها تحت العرش ما يعوقها عن الدأب في سيرها والتصرف لما سخرت له . قال : فأما قول الله عز وجل : أبو سليمان : حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة فإنه ليس بمخالف لما جاء في هذا الخبر من أن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش ، لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب ، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها فيما دل عليه لفظ الخبر ، فليس بينهما تعارض وليس . معنى قوله تغرب في عين حمئة أنها تسقط في تلك العين فتغمرها ، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكا فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين ، أو على سمت هذه العين ، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل ، يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، وإن كانت في الحقيقة تغيب وراء البحر ، وفي ههنا بمعنى فوق ، أو بمعنى على ، وحروف الصفات تبدل بعضها مكان بعض .