849 - أخبرنا ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي إبراهيم بن الحسين ، ثنا ، ثنا آدم بن أبي إياس شيبان ، ثنا ، عن قتادة الحسن ، عن ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة هو الأول والآخر والظاهر والباطن " هل تدرون ما هذه التي فوقكم ؟ " فقالوا : الله [ ص: 288 ] ورسوله أعلم . قال : " فإنها الرفيع : سقف محفوظ ، وموج مكفوف . هل تدرون كم بينكم وبينها ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإن بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام ، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك " . حتى عد سبع سماوات ، وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام " . ثم قال : " هل تدرون ما هذه التي تحتكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها الأرض وبينها وبين الأرض التي تحتها مسيرة خمسمائة عام " . حتى عد سبع أرضين وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام " ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : . قلت : هذه الرواية في مسيرة خمسمائة عام اشتهرت فيما بين الناس ، وروينا عن رضي الله عنه من قوله مثلها ، ويحتمل أن يختلف ذلك باختلاف قوة [ ص: 289 ] السير وضعفه ، وخفته وثقله ، فيكون بسير القوي أقل ، وبسير الضعيف أكثر ، والله أعلم . ابن مسعود
والذي روي في آخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى ، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء ، وأنه الظاهر ، فيصح إدراكه بالأدلة ؛ الباطن ، فلا يصح إدراكه بالكون في مكان . واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان . وفي رواية " أنت الظاهر فليس فوقك شيء " . وأنت الباطن فليس دونك شيء " . الحسن عن رضي الله عنه انقطاع ، ولا ثبت سماعه من أبي هريرة ، وروي من وجه آخر منقطع عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا . أبي ذر