44 - ذكر أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه
قال في تسمية السبعين الذين بايعوا ابن إسحاق بالعقبة، قال: ومن بني النجار، أبو أيوب، وهو خالد بن زيد بن كليب ، شهد بدرا.
قال أهل التاريخ: بايع في العقبة الثانية.
قالوا: المدينة ليلا، فتنازعه القوم، أيهم ينزل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أنزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك" قدم النبي صلى الله عليه وسلم، قال رضي الله عنه: أبو أيوب لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيتي [ ص: 389 ] نزل في السفل، وأنا وأم أيوب في العلو، قال: فقلت له: بأبي أنت وأمي، إني أكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فكن أنت في العلو، وننزل نحن في السفل، قال: "يا أبا أيوب، إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في أسفل البيت" .
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفله وكنا فوقه في المسكن، فلقد انكسر جب لنا فيه ماء، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيء وروي عن رضي الله عنها، في حديث الإفك: عائشة، أن امرأة أبي أيوب قالت لأبي أيوب: ألم تسمع ما يتحدث الناس؟ قال: وما يتحدثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، فأنزل الله عز وجل: ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم [ ص: 390 ] .
وعن أن محمد بن سيرين: أبا أيوب غزا زمن يزيد بن معاوية فمرض، فقال لهم: قدموني في أرض الروم ما استطعتم، ثم ادفنوني.
قال المدائني: مات ، ودفن في أصل أبو أيوب المدينة، ودخل عليه يزيد بن معاوية ، فقال: ما حاجتك؟ قال: تعمق قبري وتوسعه [ ص: 391 ] .