شهد بدرا.
خريم: نظر إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " أي رجل أنت! لولا أن فيك خصلتين: تسبيل إزارك، وتوفير شعرك ".
قال: فرفع إزاره، وأخذ من شعره قال [ ص: 404 ] أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق ، في كتابه، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، في كتابه ، حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني ، بالكوفة، حدثنا ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة محمد بن تسنيم الحضرمي ، حدثنا محمد بن خليفة الأسدي ، حدثنا ، عن الحسن بن محمد بن علي أبيه ، قال: ، رضي الله عنه، ذات يوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حدثني بحديث يعجبني، فقال: حدثني لابن عباس خريم بن فاتك الأسدي ، قال: خرجت في إبل لي فعقلتها، وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي، وكذلك كانوا يصنعون في [ ص: 405 ] الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال منزل الحرام والحلال ووحد الله ولا تبال
ما هول ذي الجن من الأهوال إذ تذكروا الله على الأميال
وفي سهول الأرض والجبال وصار كيد الجن في سفال
إلا التقى وصالح الأعمال
يا أيها الداعي فما تحيل؟ أرشد ذا عندك أم تضليل
هذا رسول الله ذو الخيرات جاء بياسين وحاميمات
في سور بعد مفصلات محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة ويزجر الناس عن الهنات
قال: فقلت: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أرض أهل نجد، فقلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أؤمن به، فقال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى [ ص: 406 ] أهلك سالمة إن شاء الله، فركبت بعيرا منها، ثم أتيت المدينة، فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت: يقضون صلاتهم ثم أدخل، فإني كذلك إذ خرج إلي رضي الله عنه، فقال: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادخل" ، فدخلت فلما رآني قال: "ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة، أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة" . أبو ذر
قلت: رحمه الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أجل، رحمه الله" .
فقال خريم: أشهد أن لا إله إلا الله، وحسن إسلامه قال
وفي رواية عبد الله بن موسى الإسكندراني ، عن محمد بن إسحاق ، عن ، عن سعيد المقبري ، رضي الله عنه، قال: أبي هريرة خريم بن فاتك ، رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي؟ قال: بلى، قال: بينما أنا في طلب إبل لي إذ أنا منها على أثر إذ جنني الليل بأبرق العزاف، فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف بي. لعمر بن الخطاب قال
ويحك عذ بالله ذي الجلال
والمجد والنعماء والأفضال
ووحد الله ولا تبالي
[ ص: 407 ]فزعرت زعرا شديدا فلما رجعت إلى نفسي، قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول
أرشد عندك أم تضليل؟
بين هديت ما الحويل؟
قال:رسول الله ذو الخيرات بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة ويردع الناس عن الهنات
وفي رواية: فقلت:
أرشدني رشدا هديت لا جعت ولا عريت
ولا برحت سيدا مقيت لا تدثرن على الخير الذي أوتيت