الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
97 - ذكر عمرو بن الجموح الأنصاري رضي الله عنه

من بني سلمة، استشهد بأحد، ودفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في قبر واحد.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح"  وكان أعرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كأني أنظر إليه يمشي برجله هذه صحيحة في الجنة" [ ص: 567 ] قال أهل التاريخ: كان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.

قال ابن إسحاق: كان له بنون أربعة، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، أمثال الأسد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن بني حبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، وإني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أنت فقد عذرك الله لا جهاد عليك" ، وقال لبنيه: "لا عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة" ، فخرج معه فقتل يوم أحد وقال مسلم بن صبيح: قال عمرو بن الجموح لبنيه: منعتموني الجنة ببدر، والله لئن لقيت، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه، فلقيه فقال: أنت القائل كذا وكذا، قال: نعم، فلما لقي يوم أحد، قال عمر رضي الله عنه: لم يكن لي هم غيره فطلبته، فإذا هو في الرعيل الأول، يعني في مقدمة الجيش الذين لقوا الكفار.

وعن أبي قتادة ، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 568 ] قال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أتراني أمشي برجلي هذه في الجنة؟ وكانت عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" ، فقتل هو وابن أخته، يعني يوم أحد، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة"  قال أهل التاريخ: جعل هو وابن أخته عبد الله بن عمرو بن حرام في قبر واحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية