الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
114 - ذكر عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه

قال ابن إسحاق: إن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان من سنة عشر، فقدم عليه منهم ستة رهط.

قال: وكان عثمان بن أبي العاص ، من أحدثهم سنا وأحرصهم على قراءة القرآن، والفقه في الدين، فكان يلزم أبا بكر ويستقرئوه، ويسأله، ويتعلم منه، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مما بينه وبينهم أراد التأمير عليهم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا نبي الله، إني رأيت هذا الفتى أحرص منهم على الخير وعلى علم القرآن والتفقه "فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم"
[ ص: 617 ] وروي عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم قومك" ، قلت: يا رسول الله، إني أجد في صدري، قال: "ادن" ، فدنوت، فوضع يده بين ثديي ثم تحول، فوضع يده بين كتفي، ثم قال: "من أم الناس فليخفف فإن فيهم الكبير، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم المريض، وإن فيهم ذا الحاجة، فإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء"  وروي عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وقراءتي، قال: " ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته، فتعوذ بالله من شره، واتفل عن يسارك ثلاثا "  وروي عنه، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه وجع، قال: قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " امسح عليك بيمينك سبع مرات وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أحذر "، قال: فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم   [ ص: 618 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية