233 - ذكر عبد الله بن زيد الجرمي أبي قلابة رضي الله عنه
قال أبو قلابة: إذا أحدث الله لك علما فأحدث له عبادة، ولا يكن همك ما تحدث به الناس.
قال: وقيل للقمان: أي الناس أعلم؟ قال: الذي يزداد من علم الناس [ ص: 871 ] إلى علمه.
وقال مسلم بن يسار لو كان أبو قلابة من العجم لكان مؤبذ مؤبذان، يعني قاضي القضاة.
وقال أبو قلابة: إذا كان الإنسان أعلم بنفسه من الناس فذاك قمن أن ينجو، وإذا كان الناس أعلم به من نفسه فذاك قمن أن يهلك.
وقال: إذا بلغك من أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه.
وقال أيوب: لما توفي عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام .
وقال أيوب: رآني أبو قلابة وأنا أشتري تمرا رديا فقال: كنت أظن أن الله نفعك بمجالستنا، أما علمت أن الله تعالى قد نزع من كل ردي بركته.
وقال خالد الحذاء: كنا نأتي أبا قلابة فإذا حدثنا ثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت [ ص: 872 ] .
وقال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون، والله تعالى أعلم بالصواب.


