الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
512 - ذكر أبي الخير الأقطع رحمه الله

سكن القينات بالشام، له كرامات، كان يأنس به السباع والهوام.

قال أبو الخير الأقطع: دخلت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 1250 ] وعلى أبي بكر ، وعمر رضي الله عنهما، وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله، وتنحيت ونمت خلف المنبر، فرأيت في النوم النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، وعلي بن أبي طالب بين يديه، فحركني علي رضي الله عنه وقال لي: قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف.

وقال أبو الخير الأقطع: لن يصفو قلبك إلا بتصحيح النية لله،  ولن يصفو بدنك إلا بخدمة أولياء الله.

وقال: ما بلغ أحد إلى حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب، وأداء الفرائض، وصحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصادقين.

وقال: حرام على كل قلب مأسور بحب الدنيا أن يسيح في روح الغيوب.

وقال: القلوب ظروف، فقلب مملوء إيمانا فعلامته الشفقة على جميع المسلمين والاهتمام بما يهمهم ومعاونتهم على ما يعود صلاحه إليهم، وقلب مملوء نفاقا فعلامته الحقد والغل والغش والحسد [ ص: 1251 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية