الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن قتادة ، عن عامر البكالي ، قال: إن الله جزأ الملائكة والإنس والجن عشرة أجزاء،  فتسعة أجزاء منهم الكروبيون، وهم الملائكة الذين يحملون العرش، وهم أيضا يسبحون الليل والنهار لا يفترون  قال: ومن بقي من الملائكة لأمر الله ولوحي الله ولرسالات الله، قال: ثم جزأ الإنس والجن عشرة أجزاء، فتسعة منها الجن، ولا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الجن تسعة، ثم جزأ الإنس عشرة أجزاء، فتسعة منهم يأجوج ومأجوج ، وسائر الناس جزء واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن رجل عن حميد بن هلال ، عن أبي الصيف ، قال: قال كعب : إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، وإذا كان الليل قالوا: نجيء غدا فنفتح فنخرج، فيعيده الله كما كان، فيجيئون من الغد فيحفرون حتى يسمع الذي يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل قالوا: نجيء غدا فنخرج، فيجيئون من الغد فيجدونه من الغد قد أعاده الله كما كان، فيحفرون حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم، فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم فيقول: نجيء غدا فنخرج إن شاء الله، فيجيئون من الغد فيجدونه كما تركوه، فيحفرون ثم يخرجون، فتمر الزمرة الأولى منهم بالبحيرة فيشربون ماءها، ثم [ ص: 29 ] تمر الزمرة الثانية فيلحسون طينها، ثم تمر الزمرة الثالثة فيقولون: لقد كان مرة ها هنا ماء، قال: ويفر الناس منهم فلا يقوم لهم شيء، ثم يرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مختضبة بالدماء فيقولون: غلبنا أهل الأرض وأهل السماء، فيدعو عليهم عيسى ابن مريم فيقول: اللهم لا طاقة لنا بهم، ولا يدين لنا بهم فاكفناهم بما شئت، فيسلط الله عليهم دودا يقال له النغف فتفرس رقابهم، ويبعث الله عليهم طيرا تأخذهم بمناقيرها فتلقيهم في البحر، فيبعث الله غيثا يقال له الحياة يطهر الأرض وينبتها حتى إن الرمانة ليشبع منها السكن، قيل: وما السكن. قال: أهل البيت، قال: فبينا الناس كذلك إذ أتاهم الصريخ إن ذا السويقتين قد غزا البيت يريده، فيبعث إليه عيسى ابن مريم طليعة سبع مائة أو بين السبع مائة والثماني مائة حتى إذا كان ببعض الطريق بعث الله ريحا يمانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن، ثم يبقى عجاج من الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم، فمثل الساعة كمثل رجل يطيف حول فرسه ينتظر ولادها حتى تضع، فمن تكلف بعد قولي هذا شيئا، أو بعد علمي هذا شيئا فهو متكلف.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الرزاق ، قال: أنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر الخيواني ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: ما يموت الرجل من يأجوج ومأجوج حتى يولد له من صلبه ألف رجل، وإن من ورائهم لثلاث أمم ما يعلم عددهم إلا الله: منسك وتاويل وتاريس.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 30 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية