الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
785 - حدثنا عبد الله ، قال: حدثني أبي ، قثنا علي بن عياش ، قثنا الوليد بن مسلم ، قال: وأخبرني الأوزاعي ، عن محمد بن عبد الملك بن مروان حدثه، عن المغيرة بن شعبة ، أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة؛ فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام؛ فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية ، فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل؛ فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون إياه، وأما أن ألحق بالشام، فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية؛ فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم.  

[ ص: 486 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية