قوله جل وعز: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب .
762 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أخبرنا ، قال: حدثنا المؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن زيد أيوب ، عن عكرمة ، قال: "كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال في الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا، وألف الله بين قلوبهم، فحبس، أو فجلس يهودي [ ص: 315 ] في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج ، فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: قد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا، قال: فاجتمعوا، وأخذوا السلاح، واصطفوا للقتال؛ فنزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب إلى قوله: لعلكم تهتدون ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين، فقرأهن، ورفع صوته، فلما سمعوا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن أنصتوا له، وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح، وعانق بعضهم بعضا، وجثوا يبكون" .
763 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب يزيد ، عن سعيد ، عن : قتادة يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ، قد تقدم فيهم كما تسمعون وحذركموهم، فنبأكم بضلالتهم، فلا تأمنوهم على دينكم، ولا تنتصحوهم على أنفسكم، فإنهم الأعداء الحسدة الضلال، كيف تأمنون قوما كفروا بكتابهم، وقتلوا رسلهم، وتخيروا في دينهم، وعجزوا عن أنفسهم، أولئك والله أهل التهمة والعداوة؟
[ ص: 316 ]