قوله جل وعز : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء .
1228 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن المبارك زيد ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن ، قال : ابن جريج قال مولى ابن عباس : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم : بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده ، وكتب إليه ، وقال لأبي بكر : لا تفتت [ ص: 515 ] علي بشيء ، حتى ترجع إلي ، فلما قرأ فنحاص الكتاب ، قال : قد احتاج ربكم ، فسنفعل ، وسنمده قال أبو بكر : فهممت أن أمده بالسيف ، وهو متوشحه ، ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تفتت علي بشيء " . فنزلت : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، وقوله : ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب ، وما بين ذلك في يهود بني قينقاع .
1229 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال : حدثنا إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق : لقد سمع الله قول الذين قالوا .
قال محمد بن إسحاق : دخل أبو بكر الصديق بيت المدراس على يهود ، فوجد منهم ناس كثير قد اجتمعوا إلى رجل منهم ، يقال له : فنحاص ، كان من علمائهم وأحبارهم ، ومعه حبر من أحبارهم يقال له : أشيع ، فقال أبو بكر لفنحاص : ويحك يا فنحاص ، اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدا لرسول الله ، جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل ! فقال فنحاص لأبي بكر : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، [ ص: 516 ] وما هو بغني ما استقرضنا أموالنا ، كما يزعم صاحبكم ، وينهاكم عن الربا ويعطيناه ! ولو كان عنا غنيا ما أعطانا الربا ! .
قال : فغضب أبو بكر ، فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا ، وقال : والذي نفسي بيده ، لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت رأسك ، أي عدو الله ، فأكذبونا بما استطعتم إن كنتم صادقين ! .
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : انظر يا محمد ما صنع صاحبك ! فقال رسول الله : ما حملك على ما صنعت ؟ ! فقال لأبي بكر أبو بكر : يا رسول الله ، إن عدو الله قال قولا عظيما ، إنه زعم أن الله فقير ، وأنهم عنه أغنياء ! فلما قال ذلك غضبت لله ، قال : فجحد ذلك فنحاص ، وقال : والله ما قلت ذلك ! فأنزل الله عز وجل فيما قال فنحاص ، ردا عليه ، وتصديقا : لأبي بكر لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، إلى قوله : ذوقوا عذاب الحريق ، ونزل في أبي بكر ، وما بلغه في ذلك من الغضب : ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور [ ص: 517 ] .
1230 - حدثنا ، قال : حدثنا زيد ، قال : حدثنا علي بن المبارك ابن ثور ، عن ، عن ابن جريج ، قال : صك مجاهد أبو بكر رجلا منهم الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، قال : لم يستقرضنا وهو غني ؟ ! وهم يهود .
1231 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال : حدثنا أحمد بن شبيب يزيد ، عن سعيد ، عن ، قوله : قتادة الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب ، لما أنزل الله جل وعز : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال : يستقرضنا ربنا ، وإنما يستقرض الفقير الغني .
قوله جل وعز : سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق .
1232 - أخبرنا ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة سنكتب ما قالوا سنحفظ عليهم .
قوله عز وجل : ونقول ذوقوا عذاب الحريق .
1233 - أخبرنا ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن [ ص: 518 ] : أبي عبيدة ونقول ذوقوا عذاب الحريق ، عذاب الحريق : النار ، اسم جامع يكون نارا ، ويكون حريقا وغير حريق ، فإذا التهب فهي حريق .