قوله جل وعز: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون .
1795 - حدثنا علان ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية ، عن علي ، عن ، أنزل الله عز وجل: ابن عباس لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ، فكانوا لا يشربونها عند الصلاة، فإذا [ ص: 718 ] صلوا العشاء شربوها، ولا يصبحون حتى يذهب عنهم السكر، فإذا صلوا الغداة شربوها، فما يأتي الظهر حتى يذهب عنهم السكر، ثم إن ناسا من المسلمين شربوها، فقاتل بعضهم بعضا، وتكلموا بما لا يرضى الله به من القول، فأنزل الله جل وعز: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ، والميسر: القمار، والأنصاب: هي الأوثان، والأزلام: وهي القداح، كانوا يستقسمون بها، رجس إلى فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، فحرم الله الخمر، ونهى عنها، وجعلها رجسا، وأمر باجتنابها، كما أمر باجتناب الأوثان.
1796 - حدثنا علي ، قال: حدثنا أبو عبيد ، قال: حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن ، قال: قال: أبي ميسرة عمر: اللهم بين لنا في الخمر فنزلت: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ، فقال: اللهم بين لنا في الخمر فنزلت: قل فيهما إثم كبير الآية، قال: اللهم بين لنا في الخمر فنزلت: إنما الخمر والميسر إلى قوله: فهل أنتم منتهون ، فقال عمر: انتهينا، إنها تذهب المال، وتذهب العقل.
[ ص: 719 ]
1797 - حدثنا علي ، قال: حدثنا أبو عبيد ، قال: حدثنا هشيم ، قال: أخبرنا مغيرة ، عن أبي رزين ، قال: "شربت الخمر بعد الآية التي في البقرة، والتي في النساء، فكانوا يشربونها حتى تحضر الصلاة، فإذا حضرت تركوها، حرمت في المائدة في قوله: فهل أنتم منتهون ، فانتهى القوم عنها، فلم يعودوا فيها".
1798 - حدثنا علي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا حجاج بن المنهال حماد ، عن ، عن عطاء بن السائب عبد الله بن حبيب ، أن صنع طعاما وشرابا، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكلوا وشربوا حتى ثملوا، فقدموا عليا فصلى بهم المغرب، فقرأ: قل يا أيها الكافرون، أعبد ما تعبدون، وأنتم عابدون ما أعبد، وأنا عابد ما عبدتم، وأنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دين، فأنزل الله جل وعز هذه الآية: عبد الرحمن بن عوف لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون .
1799 - حدثنا أبو يعقوب يوسف المروروذي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا بندار عبد الرحمن ، قال: حدثنا سفيان ، عن عطاء ، عن عبد الرحمن ، عن علي ، قال: "كان هو، ، ورجل [ ص: 720 ] آخر شربوا الخمر، فصلى بهم وعبد الرحمن بن عوف ، فقرأ: عبد الرحمن بن عوف قل يا أيها الكافرون ، فخلط فيها، فنزلت: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى .
1800 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن المبارك زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ، عن ابن جريج عكرمة : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، فنزلت في أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، ، وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، صنع علي لهم طعاما وشرابا، فأكلوا وشربوا حتى (... ) .
قال : وقال غير ابن جريج عكرمة : صلى بهم المغرب علي ، فقال: قل يا أيها الكافرون ، حتى خاتمتها، فقال: ليس لي دين، وليس لكم دين، فنزلت: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى .
1801 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا يحيى ، قال: حدثنا ، عن وكيع سفيان ، عن ، عن علي بن بذيمة عكرمة : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال: نسختها إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم .
[ ص: 721 ]
1802 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، قال: حدثنا سلمة ، عن الضحاك ، " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال: لم يعن بها الخمر، إنما عنى بها سكر النوم.
قوله عز وجل: ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا .
1803 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، قال: حدثنا ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، سئل عن هذه الآية: ابن عباس ولا جنبا إلا عابري سبيل قال: هو المسافر.
1804 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب يزيد ، حدثنا سعيد ، عن ، عن قتادة ، أن لاحق بن حميد - وهو أبو مجلز- كان يتأولها، ابن عباس ولا جنبا إلا عابري سبيل يقول: تحريمها أن لا يقرب الصلاة -وهو جنب-، إلا وهو مسافر، ولا يجد ماء، فيتيمم ويصلي.
[ ص: 722 ]
1805 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن ، عن ابن أبي ليلى المنهال ، عن زر ، عن علي ، قال: في قوله عز وجل: ولا جنبا إلا عابري سبيل قال: لا تقرب الصلاة إلا أن تكون مسافرا، تصيبه الجنابة، ولا يجد الماء، فيتيمم ويصلي حتى يجد الماء.
1806 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن ، عن عبد الرزاق معمر ، عن ، عن ابن أبي نجيح ، في قوله عز وجل: مجاهد ولا جنبا إلا عابري سبيل مسافرين لا تجدون ماء.
- وكذلك قال ، سعيد بن جبير والحكم ، والحسن بن مسلم بن يناق ، وقتادة.
1807 - وحدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، قال: حدثنا ، عن أبو جعفر الرازي ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار : ابن عباس ولا جنبا إلا عابري سبيل ، قال: لا تدخل المسجد، وأنت جنب، إلا وأنت عابري سبيل ، إلا وأنت مارا فيه.
[ ص: 723 ]
1808 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن ، عن عبد الرزاق معمر ، عن ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة بن عبد الله ، أنه كان يرخص للجنب، أن يمر في المسجد مجتازا، ولا أعلمه إلا قال: ابن مسعود ولا جنبا إلا عابري سبيل .
1809 - حدثنا موسى ، قال: حدثنا يحيى ، قال: حدثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد ، قال: ثم قرأ: الجنب يمر في المسجد، ولا يجلس فيه، ولا جنبا إلا عابري سبيل .
1810 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز حجاج ، قال: حدثنا حماد ، عن ، عن قتادة الحسن ، أنه كان لا يرى بأسا أن يمر الجنب في المسجد، ولا يقعد فيه، وقرأ هذه الآية: ولا جنبا إلا عابري سبيل .
1811 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج عمرو بن دينار ، قال: يمر الجنب في المسجد، قلت لعمرو: من أين تأخذ ذلك؟ قال: من قوله عز وجل: ولا جنبا إلا عابري سبيل .
[ ص: 724 ]
1812 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة إلا عابري سبيل معناه في هذا الموضع: لا تقربوا المصلى جنبا، إلا عابري سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه، فالمصلى مختصرا.
وقال بعضهم في قوله عز وجل: ولا جنبا إلا عابري سبيل الآية، قال: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ، فقوله: وأنتم سكارى ، في موضع نصب على الحال. فقال: ولا جنبا ، على العطف، كأنه قال: ولا تقربوها جنبا إلا عابري سبيل، أي: لا تقربوها إلا عابري سبيل، كما يقول: لا تأتنا إلا راكبا.
قوله عز وجل: وإن كنتم مرضى .
1813 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا أبو موسى ، قال: حدثنا ، عن شجاع بن الوليد بن قيس ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، في هذه الآية: ابن عباس وإن كنتم مرضى قال: هو الرجل المجروح، أو به الجرح أو القرح، يخاف إن اغتسل أن يموت فيتيمم.
[ ص: 725 ]
1814 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا سعيد بن منصور إسماعيل بن إبراهيم ، عن سعيد ، عن ، عن قتادة عزرة ، قال: قلت في قوله عز وجل: لسعيد بن جبير وإن كنتم مرضى أو على سفر قرأ إلى: صعيدا طيبا ، قلت: ما رخصة المريض ها هنا؟ قال: إذا كانت به قروح، أو جروح، أو كبر عليه الماء، تيمم الصعيد.
1815 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا محمد بن يوسف ، قال: حدثنا قيس ، عن ، خصيف عن في قوله عز وجل: " مجاهد وإن كنتم مرضى أو على سفر ، قال: نزلت في رجل من الأنصار، كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ، ولم يكن له خادم فيناوله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأنزل الله: وإن كنتم مرضى أو على سفر .
قوله عز وجل: أو على سفر .
1816 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة أو على سفر ، أو في سفر، وتقول: أنا على سفر، في معنى آخر: تقول: أنا متهيئ له.
[ ص: 726 ]
قوله عز وجل: أو جاء أحد منكم من الغائط .
1817 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة أو جاء أحد منكم من الغائط ، كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط: الفتح من الأرض المنصوب، وهو أعظم من الوادي.
قوله جل وعز: أو لامستم النساء .
1818 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن حفص بن غياث ، عن الأعمش حبيب ، عن ، عن سعيد بن جبير : ابن عباس أو لامستم النساء قال: هو الجماع.
1819 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا سعيد ، قال: حدثنا ، عن أبو عوانة أبي بشر ، عن ، قال: كنا في حجرة سعيد بن جبير ، ومعنا ابن عباس ، ونفر من الموالي، عطاء بن أبي رباح ، ونفر من العرب، فتذاكرنا اللماس، فقلت أنا وعبيد بن عمير وعطاء : اللمس باليد، فقال ، والعرب: هو الجماع. فقلت: إن عندكم من هذا لفصل قريب، فدخلت على عبيد بن عمير ، -وهو قاعد على سرير-، فقال لي: مهيم؟ فقلت: [ ص: 727 ] تذاكرنا اللمس، فقال بعضنا: هو اللمس باليد، وقال بعضنا: هو الجماع، قال: من قال هو الجماع؟ قلت: العرب، قال: فمن قال: هو اللمس باليد؟ قلت: الموالي، قال: فمن أي الفريقين كنت؟ قلت: مع الموالي، فضحك، قال: غلبت الموالي، غلبت الموالي، غلبت الموالي، ثم قال: إن اللمس، والمس، والمباشرة الجماع، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء. ابن عباس
1820 - حدثنا زكريا ، قال: حدثني إسحاق ، قال: أخبرنا جرير ، عن بيان ، عن ، عن الشعبي علي.
قال إسحاق : وأخبرنا يزيد بن هارون ، عن الأشعث، عن ، عن الشعبي علي ، قال: الملامسة: الجماع.
1821 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة مخارق ، عن طارق ، عن عبد الله ، في قوله عز وجل: أو لامستم النساء قال: شيء هذا معناه، هو ما دون الجماع.
[ ص: 728 ]
قوله جل وعز: فلم تجدوا ماء فتيمموا .
1822 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أحمد بن الخليل ، عن معاوية بن عمرو أبي إسحاق ، قال: قال سفيان في قوله عز وجل: فتيمموا صعيدا طيبا قال: تحروا، تعمدوا صعيدا طيبا.
1823 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة فتيمموا صعيدا طيبا أي: فتعمدوا ذلك.
قوله جل وعز: صعيدا طيبا .
1824 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن : أبي عبيدة صعيدا طيبا الصعيد: وجه الأرض.
قوله جل وعز: فامسحوا بوجوهكم الآية.
1825 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب يزيد ، عن سعيد ، عن ، قوله عز وجل: قتادة وإن كنتم مرضى إلى قوله: إن الله كان عفوا غفورا ، فإن أعياك الماء فلا يعيينك الصعيد أن تضع فيه [كفيك]، ثم تنفضهما، فتمسح بهما وجهك، وكفيك، لا تعد [ ص: 729 ] ذلك بغسل الجنابة، ولا بوضوء صلاة، فمن تيمم الصعيد فصلى، ثم قدر على الماء بعد ذلك، فعليه الغسل، وحسبه صلاته التي كان صلى، ومن كان معه ماء يسير، فخشي الظمأ، فليتيمم بالصعيد، وليتبلغ بمائه الذي معه. وكان أهل العلم يأمرون بذلك.