الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قوله جل وعز: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين   .

        348 - حدثنا علان بن المغيرة ، قال: حدثنا أبو صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، ويتخذوهم وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهروا لهم اللطف، ويخالفونهم في الدين، وذلك قوله عز وجل: إلا أن تتقوا منهم تقاة .

        [ ص: 165 ] 349 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين قال: إلا مصانعة في الدنيا تقاة.

        350 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا عمرو ، قال: أخبرنا زياد ، عن محمد بن إسحاق ، قال: وكان الحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار، ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر: اجتنبوا النفر من اليهود، واحذروا مباطنتهم، لا يفتنونكم عن دينكم، فأبى أولئك النفر إلا لزومهم، فأنزل الله جل وعز: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين إلى قوله: والله على كل شيء قدير .  

        351 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: وحدثت عن ابن حيان في قوله جل وعز: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء قال: المؤمنون يظهرون للمشركين المودة بمكة فنهاهم الله عن ذلك ، قال: ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن يكون معهم أو بين أظهرهم فيتقيهم بلسانه، ولا يكون في قلبه لهم مودة.

        [ ص: 166 ] قوله عز وجل: إلا أن تتقوا منهم تقاة .

        352 - حدثنا علي بن المبارك ، قال: حدثنا زيد ، قال: حدثنا محمد بن ثور ، عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: إلا أن تتقوا منهم تقاة ، قال: التقية باللسان يتكلم به مخافة الناس، وقلبه مطمئن بالإيمان،  فلا إثم عليه، ما لم يبسط يده فيقتل، أو يبسطها إلى معصية الله، فلا عذر له إن فعل.

        353 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا أحمد بن سعيد ، قال: حدثنا وهب بن جرير ، قال: حدثنا أبي ، عن علي بن الحكم ، عن الضحاك ، وأما قوله: أن تتقوا منهم تقاة فهو أن يحمل الرجل على أمر يتكلم به هو لله معصية، فتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا إثم عليه.

        354 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، قال: حدثنا ابن أبي مريم ، قال: حدثنا ابن لهيعة ، قال: أخبرني ابن أبي جعفر ، عن الحسن ، في قول الله عز وجل: إلا أن تتقوا منهم تقاة قال: ذلك في المشركين يكرهونهم على الكفر وقلوبهم كارهة، ولا يصبرون لعذابهم.

        355 - حدثنا محمد بن علي الصائغ ، قال: حدثنا أحمد بن شبيب ، قال: حدثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة: إلا أن تتقوا منهم تقاة الرحم [ ص: 167 ] من المشركين، من غير أن تتولوهم في دينهم، إلا أن يصل رجل رحما له في المشركين.

        356 - أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال: حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة: تقاة وتقية، واحدة.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية