وأما الثاني : ففي
nindex.php?page=treesubj&link=29388يوم الحديبية لما شاورهم على أن يغير على ذرية الذين أعانوا قريشا ، أو يذهب إلى البيت ؛ فمن صده قاتله ، والحديث معروف
[1] عند أهل العلم أهل التفسير والمغازي والسير والفقه ، والحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده
[2] .
حدثنا
عبد الرزاق عن
معمر ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : أخبرني
عروة بن [ ص: 392 ] الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم يصدق كل منهما صاحبه
[3] ، قالا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653860خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن [4] الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهدي وأشعره ، وأحرم بعمرة [5] وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش ، وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي ؛ فقال : إني قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش " ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : " وقال
يحيى بن سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك "
[6] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653860قد جمعوا لك الأحابيش ، وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أشيروا علي [7] : أترون أن أميل [8] إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم ؛ فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين [9] ، وإن نجوا يكن عنقا قطعها الله ، أو ترون أن نؤم البيت ، فمن صدنا عنه قاتلناه فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : الله ورسوله أعلم يا نبي الله ؛ إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد [10] ، ولكن من [ ص: 393 ] حال بيننا وبين البيت قاتلناه ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فروحوا إذا " . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=848667وكان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يقول : ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[11] ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : حديث
[12] nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم : فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق " .
ومن هنا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من طريق ورواه في المغازي والحج
[13] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في حديث
المسور الذي اتفق عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري [14] nindex.php?page=hadith&LINKID=652529حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة ، فخذوا ذات اليمين ، فوالله ما شعر بهم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد حتى إذا هم [15] بقترة الجيش ؛ فانطلق يركض نذيرا لقريش ، وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط [ ص: 394 ] عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس [16] : حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء [17] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، " ما خلأت [ القصواء ] [18] وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ؛ ثم قال : " والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ، ثم زجرها فوثبت ، قال : فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبث الناس أن نزحوه وشكوا [19] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه [20] فوالله ما زال يجيش لهم بالري [21] حتى صدروا عنه ، فبينما هم كذلك إذا جاء بديل بن ورقاء الخزاعي ونفر [22] من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول [23] الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تهامة " وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد : " مسلمهم ومشركهم
[24] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674307فقال : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت .
[ ص: 395 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنا جئنا معتمرين ؛ فإن قريشا قد نهكتهم الحرب ، وأضرت بهم ؛ فإن شاءوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس ؛ فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا [25] وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن [26] الله أمره " . قال بديل : " سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا ؛ فقال : إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا ؛ فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم : لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء ، وقال ذوو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول ، قال سمعته يقول : كذا وكذا فحدثهم بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام عروة بن مسعود ، فقال : أي قوم ألستم بالوالد ؟ [27] قالوا : بلى ، قال : أولست بالولد [28] ؟ ، قالوا : بلى ، قال : فهل تتهموني ؟ قالوا : لا ، قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا [29] علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها منه [30] ودعوني آته ، قالوا : ائته ، فأتاه [ ص: 396 ] فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - له نحوا من قوله لبديل ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت إن استأصلت قومك [31] ، هل سمعت أحدا من العرب [32] اجتاح أصله [33] قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فإني والله لأرى [34] وجوها وإني لأرى أوباشا [35] من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : " خلقاء أن يفروا ويدعوك [36] " فقال [ له ] [37] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : - رضي الله عنه - : امصص بظر اللات [38] أنحن نفر عنه وندعه ؟ فقال : من ذا ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، قال : أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك ، وجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة قائم على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه السيف وعليه المغفر ؛ فكلما أهوى nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بيده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب يده بنعل [39] السيف ، ويقول : أخر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرفع nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة رأسه [40] فقال : من ذا [41] ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة .
[ ص: 397 ] قال : أي غدر ، أولست أسعى في غدرتك ؟ وكان nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة صحب قوما [42] في الجاهلية ، فقتلهم وأخذ أموالهم ، [ ثم جاء فأسلم ] [43] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء . ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعينيه [44] ؛ قال : فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم [ عنده ] [45] وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، فرجع nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم [ والله ] [46] لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر nindex.php?page=showalam&ids=16848وكسرى nindex.php?page=showalam&ids=888والنجاشي ؛ nindex.php?page=treesubj&link=31412والله إن رأيت ملكا عظيما [47] قط يعظمه أصحابه [48] ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن تنخم بنخامة إلا وقعت في يد [49] رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده [50] .
[ ص: 398 ] وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ؛ فقال رجل من كنانة [51] : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف على النبي - صلى الله عليه وسلم - [ وأصحابه [52] ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا فلان ، وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها له " [ فبعثت له ] واستقبله [53] الناس يلبون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهذا أن يصد [54] عن البيت . فلما رجع إلى أصحابه ، قال : رأيت البدن قد قلدت وأشعرت [55] ، فما أرى أن يصد [56] عن البيت ؛ فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال : دعوني آته [57] ؛ فلما أشرف عليهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا مكرز بن حفص وهو رجل فاجر " فجعل يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما هو يكلمه جاء nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو . قال معمر : فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قد سهل لكم من أمركم " ، قال معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في حديثه : فجاء سهيل ، فقال له : هات اكتب بيننا وبينك [58] كتابا ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الكاتب فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 399 ] اكتب [59] بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : أما الرحمن فما أدري [60] ما هو ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، كما كنت تكتب فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اكتب باسمك اللهم " ، ثم قال : " هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " ؛ فقال سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ؛ اكتب : محمد بن عبد الله " . قال الزهري : وذلك لقوله : " لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " على أن تخلوا [61] بيننا وبين المسجد الحرام نطوف به " [62] ؛ فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذاك [63] من العام المقبل [64] فكتب ، وقال سهيل : وعلى أن [65] لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا قال المسلمون : سبحان الله ! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟ فبينما هم كذلك إذ جاء [66] nindex.php?page=showalam&ids=142أبو جندل بن سهيل [ ص: 400 ] بن عمرو يرسف في قيوده ، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ؛ فقال سهيل : هذا يا محمد [67] أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي ؛ قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنا لم نقض الكتاب بعد قال : فوالله إذا لا أصالحك على شيء أبدا ؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فأجزه لي " قال : ما أنا مجيزه [68] ، قال : " بلى فافعل " قال : ما أنا بفاعل ؛ قال مكرز : بلى قد أجزناه لك ، قال nindex.php?page=showalam&ids=142أبو جندل : أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت ، وقد كان [69] عذب عذابا شديدا في الله فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [70] : فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت ألست نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قال : قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، قلت : فلم نعطي [71] الدنية في ديننا إذا ؟ قال : " إني رسول الله ولست أعصيه ، وهو ناصري " ؛ قلت : أولست كنت تحدثنا : أنا سنأتي البيت فنطوف به [72] ؟ قال : " فأخبرتك أنك آتيه [73] العام ؟ " قلت : لا ، قال : " فإنك آتيه ومطوف به " [74] قال [75] : فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فقلت : يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر : أليس [ ص: 401 ] هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى [76] ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : nindex.php?page=treesubj&link=31242_30863أيها الرجل إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره فاستمسك بغرزه [77] فوالله [ إنه ] على الحق [78] ، قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بلى ، أفأخبرك أنك [79] تأتيه العام [80] ؟ قلت : لا قال فإنك آتيه ومطوف به ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [81] : فعملت لذلك أعمالا ، قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " قوموا فانحروا ، ثم احلقوا " قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ؛ فلما لم يقم أحد [82] دخل على nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ، اخرج ولا تكلم أحدا منهم [83] ، * حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك [ فيحلقك ] [84] ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك فنحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه * [85] ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى [ ص: 402 ] كاد بعضهم يقتل بعضا غما ، ثم جاء [86] نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) إلى قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) [ سورة الممتحنة : 10 ] فطلق nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ؛ فتزوج إحداهما nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان والأخرى nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية . ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ؛ nindex.php?page=treesubj&link=30862_30864فجاء [87] أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم [88] فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة ؛ فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا ، فاستله الآخر فقال : أجل والله إنه لجيد ، لقد جربت به ، ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه فأمكنه [ منه ] [89] ، فضرب به حتى برد ، وفر الآخر حتى آتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير - رضي الله عنه - فقال : يا نبي الله قد وفى بذمتك [90] ، فلقد رددتني إليهم ، ثم أنجاني [ ص: 403 ] الله منهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ويل أمه مسعر حرب ، لو كان له أحد " فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ؛ فخرج حتى أتى سيف البحر ، قال : وتفلت منهم nindex.php?page=showalam&ids=142أبو جندل [91] بن سهيل - رضي الله عنه - ؛ فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد [92] أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة ؛ قال : فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوها [93] ، فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده الله والرحم إلا أرسل إليهم : فمن أتاه منهم فهو آمن ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم وأنزل الله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ) [ سورة الفتح : 24 ] حتى بلغ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26حمية الجاهلية ) [ سورة الفتح : 26 ] وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " وحالوا بينهم وبين البيت " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عبد الله بن محمد المسندي [94] عن عبد الرازق
[95] ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
عبد الرازق [96] ، وهو
[ ص: 404 ] أجل قدرا من
المسندي شيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ؛ فما فيه من زيادة هي أثبت مما في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وَأَمَّا الثَّانِي : فَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=29388يَوْمِ الْحُدَيْبِيَةَ لَمَّا شَاوَرَهُمْ عَلَى أَنْ يُغِيرَ عَلَى ذُرِّيَّةِ الَّذِينَ أَعَانُوا قُرَيْشًا ، أَوْ يَذْهَبَ إِلَى الْبَيْتِ ؛ فَمَنْ صَدَّهُ قَاتَلَهُ ، وَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ
[1] عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَالْمَغَازِي وَالسِّيَرِ وَالْفِقْهِ ، وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ
[2] .
حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ بْنُ [ ص: 392 ] الزُّبَيْرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=83الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ يُصَدِّقُ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ
[3] ، قَالَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653860خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَمَنَ [4] الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعِ عَشْرَةِ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ ، وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ [5] وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ ، وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ قَرِيبًا مِنْ عُسْفَانَ أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ ؛ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ " ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ : " وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنِ الْمُبَارَكِ "
[6] : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=653860قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ ، وَجَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَشِيرُوا عَلَيَّ [7] : أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ [8] إِلَى ذَرَارِيِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ ؛ فَإِنْ قَعَدُوا قَعَدُوا مَوْتُورِينَ مَحْرُوبِينَ [9] ، وَإِنْ نَجَوْا يَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللَّهُ ، أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؛ إِنَّمَا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ وَلَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ [10] ، وَلَكِنْ مَنْ [ ص: 393 ] حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَاتَلْنَاهُ ، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " فَرَوِّحُوا إِذًا " . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=848667وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ مَشُورَةً لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
[11] ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : حَدِيثُ
[12] nindex.php?page=showalam&ids=83الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ : فَرَاحُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ " .
وَمِنْ هُنَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقٍ وَرَوَاهُ فِي الْمُغَازِي وَالْحَجِّ
[13] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِ
الْمِسْوَرِ الَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ [14] nindex.php?page=hadith&LINKID=652529حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً ، فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ، فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ [15] بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ ؛ فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ ، وَسَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ [ ص: 394 ] عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ [16] : حَلْ حَلْ فَأَلْحَتْ فَقَالُوا خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتِ الْقَصْوَاءُ [17] ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، " مَا خَلَأَتِ [ الْقَصْوَاءُ ] [18] وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ؛ ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " ، ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ ، قَالَ : فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا ، فَلَمْ يَلْبَثِ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ وَشَكُوْا [19] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَطَشَ ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ [20] فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ [21] حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وَنَفَرٌ [22] مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ [23] اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ " وَفِي لَفْظٍ
nindex.php?page=showalam&ids=12251لِأَحْمَدَ : " مُسْلِمِهِمْ وَمُشْرِكِهِمْ
[24] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=674307فَقَالَ : إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةَ وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكُ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ .
[ ص: 395 ] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ؛ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ؛ فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ ؛ فَإِنْ أَظْهَرُ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلَّا فَقَدَ جَمُّوا [25] وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي وَلَيُنْفِذَنَّ [26] اللَّهُ أَمْرَهُ " . قَالَ بُدَيْلٌ : " سَأُبْلِغُهُمْ مَا تَقُولُ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا ؛ فَقَالَ : إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ هَذَا الرَّجُلِ وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلًا ؛ فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا ، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ : لَا حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ ذَوُو الرَّأْيِ مِنْهُمْ : هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ ، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : كَذَا وَكَذَا فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ ؟ [27] قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ [28] ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَهَلْ تَتَّهِمُونِي ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ فَلَمَّا بَلَّحُوا [29] عَلَيَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا مِنْهُ [30] وَدَعُونِي آتِهِ ، قَالُوا : ائْتِهِ ، فَأَتَاهُ [ ص: 396 ] فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ : أَيْ مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ قَوْمَكَ [31] ، هَلْ سَمِعْتُ أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ [32] اجْتَاحَ أَصْلَهُ [33] قَبْلَكَ ؟ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى [34] وُجُوهًا وَإِنِّي لَأَرَى أَوْبَاشًا [35] مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ ، وَلَفْظُ nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ : " خُلَقَاءَ أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ [36] " فَقَالَ [ لَهُ ] [37] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ : - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ [38] أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ؟ فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قَالُوا : nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ ، وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكُلَّمَا كَلَّمَهُ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، وَالْمُغِيرَةُ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ ؛ فَكُلَّمَا أَهْوَى nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ [39] السَّيْفِ ، وَيَقُولُ : أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَرَفَعَ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ رَأْسَهُ [40] فَقَالَ : مَنْ ذَا [41] ؟ قَالُوا : nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ .
[ ص: 397 ] قَالَ : أَيْ غُدَرُ ، أَوَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ ؟ وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا [42] فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ، [ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ ] [43] ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَمَّا الْإِسْلَامُ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا الْمَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ . ثُمَّ إِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَيْنَيْهِ [44] ؛ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ [ عِنْدَهُ ] [45] وَمَا يَحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَرَجَعَ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ [ وَاللَّهِ ] [46] لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ nindex.php?page=showalam&ids=16848وَكِسْرَى nindex.php?page=showalam&ids=888وَالنَّجَاشِيِّ ؛ nindex.php?page=treesubj&link=31412وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا عَظِيمًا [47] قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ [48] مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا ، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ بِنُخَامَةٍ إِلَّا وَقَعَتْ فِي يَدِ [49] رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ [50] .
[ ص: 398 ] وَمَا يُحِدُّونَ النَّظَرَ إِلَيْهِ تَعْظِيمًا لَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ كِنَانَةَ [51] : دَعُونِي آتِهِ ، فَقَالُوا : ائْتِهِ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ وَأَصْحَابِهِ [52] ] قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هَذَا فُلَانٌ ، وَهُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ ، فَابْعَثُوهَا لَهُ " [ فَبُعِثَتْ لَهُ ] وَاسْتَقْبَلَهُ [53] النَّاسُ يُلَبُّونَ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا يَنْبَغِي لِهَذَا أَنْ يُصَدَّ [54] عَنِ الْبَيْتِ . فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ [55] ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدَّ [56] عَنِ الْبَيْتِ ؛ فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ فَقَالَ : دَعُونِي آتِهِ [57] ؛ فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هَذَا مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ وَهُوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ " فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=3795سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو . قَالَ مَعْمَرٌ : فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلٌ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " قَدْ سُهِّلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ " ، قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثِهِ : فَجَاءَ سُهَيْلٌ ، فَقَالَ لَهُ : هَاتِ اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ [58] كِتَابًا ، فَدَعَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكَاتِبَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : [ ص: 399 ] اكْتُبْ [59] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فَقَالَ سُهَيْلٌ : أَمَّا الرَّحْمَنُ فَمَا أَدْرِي [60] مَا هُوَ ، وَلَكِنِ اكْتُبْ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : وَاللَّهِ لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " ، ثُمَّ قَالَ : " هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " ؛ فَقَالَ سُهَيْلٌ : وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلَا قَاتَلْنَاكَ ، وَلَكِنِ اكْتُبْ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي ؛ اكْتُبْ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ " . قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ : " لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " . قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا [61] بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ نَطُوفَ بِهِ " [62] ؛ فَقَالَ سُهَيْلٌ : وَاللَّهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضَغْطَةً ، وَلَكِنَّ ذَاكَ [63] مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ [64] فَكَتَبَ ، وَقَالَ سُهَيْلٌ : وَعَلَى أَنْ [65] لَا يَأْتِيَكَ مِنَّا رَجُلٌ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا قَالَ الْمُسْلِمُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ [66] nindex.php?page=showalam&ids=142أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ [ ص: 400 ] بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَقَالَ سُهَيْلٌ : هَذَا يَا مُحَمَّدُ [67] أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ ؛ قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِذًا لَا أُصَالِحُكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا ؛ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " فَأَجِزْهُ لِي " قَالَ : مَا أَنَا مُجِيزُهُ [68] ، قَالَ : " بَلَى فَافْعَلْ " قَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ؛ قَالَ مِكْرَزٌ : بَلَى قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=142أَبُو جَنْدَلٍ : أَيْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ ، وَقَدْ كَانَ [69] عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ [70] : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : قُلْتُ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قُلْتُ : فَلِمَ نُعْطِي [71] الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا ؟ قَالَ : " إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي " ؛ قُلْتُ : أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا : أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ [72] ؟ قَالَ : " فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ آتِيهِ [73] الْعَامَ ؟ " قُلْتُ : لَا ، قَالَ : " فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ " [74] قَالَ [75] : فَأَتَيْتُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ : أَلَيْسَ [ ص: 401 ] هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا ؟ قَالَ : بَلَى ، قُلْتُ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ : بَلَى [76] ، قُلْتُ : فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا ؟ قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=31242_30863أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ ، وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ [77] فَوَاللَّهِ [ إِنَّهُ ] عَلَى الْحَقِّ [78] ، قُلْتُ : أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ ؟ قَالَ : بَلَى ، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ [79] تَأْتِيهِ الْعَامَ [80] ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ ؛ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ [81] : فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا ، قَالَ : فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ : " قُومُوا فَانْحَرُوا ، ثُمَّ احْلِقُوا " قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؛ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ [82] دَخَلَ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ فَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمُّ سَلَمَةَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ وَلَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ [83] ، * حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ [ فَيَحْلِقَكَ ] [84] ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ فَنَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ * [85] ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى [ ص: 402 ] كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ، ثُمَّ جَاءَ [86] نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ) إِلَى قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ) [ سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ : 10 ] فَطَلَّقَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ ؛ فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْأُخْرَى nindex.php?page=showalam&ids=90صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ . ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَدِينَةِ ؛ nindex.php?page=treesubj&link=30862_30864فَجَاءَ [87] أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ مُسْلِمٌ [88] فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ ، فَقَالُوا : الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ؛ فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلَانُ جَيِّدًا ، فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ فَقَالَ : أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ، ثُمَّ جَرَّبْتُ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ فَأَمْكَنَهُ [ مِنْهُ ] [89] ، فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى بَرَدَ ، وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى آتَى الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ رَآهُ لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ وَفَى بِذِمَّتِكَ [90] ، فَلَقَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَنْجَانِي [ ص: 403 ] اللَّهُ مِنْهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ " فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ ؛ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سَيْفَ الْبَحْرِ ، قَالَ : وَتَفَلَّتَ مِنْهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=142أَبُو جَنْدَلِ [91] بْنُ سُهَيْلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ؛ فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ [92] أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ ؛ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوهَا [93] ، فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُنَاشِدُهُ اللَّهَ وَالرَّحِمَ إِلَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ : فَمَنْ أَتَاهُ مِنْهُمْ فَهُوَ آمِنٌ ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِمْ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 24 ] حَتَّى بَلَغَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 26 ] وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ وَلَمْ يُقِرُّوا بِـ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيِّ [94] عَنْ عَبْدِ الرَّازِقِ
[95] وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ عَنْ
عَبْدِ الرَّازِقِ [96] ، وَهُوَ
[ ص: 404 ] أَجَلُّ قَدْرًا مِنَ
الْمُسْنَدِيِّ شَيْخِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ؛ فَمَا فِيهِ مِنْ زِيَادَةٍ هِيَ أَثْبَتُ مِمَّا فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .