الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1032 - سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، القرشي المخزومي ، كان من مهاجرة الحبشة ، وكان من خيار الصحابة وفضلائهم ، كانوا خمسة إخوة : أبو جهل ، والحارث ، وسلمة ، والعاص ، وخالد . فأما أبو جهل والعاص فقتلا ببدر كافرين ، وأسر خالد يومئذ ، ثم فدى ، ومات كافرا . وأسلم الحارث وسلمة ، وكانا من خيار المسلمين . وكان سلمة قديم الإسلام ، واحتبس بمكة وعذب في الله عز وجل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له في صلاته ، يقنت بالدعاء له ولغيره من المستضعفين بمكة ، ولم يشهد سلمة بدرا [لما وصفنا ] .

                                                              قتل يوم مرج الصفر سنة أربع عشرة في خلافة عمر . وقيل : بل قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى قبل موت أبي بكر بأربع وعشرين ليلة .

                                                              ذكر الواقدي أن مسلمة بن هشام لما لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وذلك بعد الخندق ، قالت له أمه ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير :


                                                              هم رب الكعبة المحرمة أظهر على كل عدو سلمة     له يدان في الأمور المبهمة
                                                              كف بها يعطي وكف منعمة

                                                              فلم يزل سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج مع المسلمين إلى الشام حين بعث أبو بكر الجيوش لقتال الروم ، [ ص: 644 ] فقتل سلمة شهيدا بمرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة ، وذلك في أول خلافة عمر رضي الله عنه .  

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية