الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب سهل

                                                              1080 - سهل بن بيضاء ، أخو سهيل وصفوان ، أمهم البيضاء ، واسمها دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك ، وأبوهم وهب بن ربيعة [ابن عمرو بن عامر بن ربيعة ] بن هلال بن أهيب بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ، كان سهل بن بيضاء ممن أظهر إسلامه بمكة ، وهو الذي مشى إلى النفر الذين قاموا في شأن الصحيفة التي كتبها [مشركو ] قريش على بني هاشم ، [ ص: 660 ] حتى اجتمع له نفر تبرؤوا من الصحيفة وأنكروها ، وهم هشام بن عمرو بن ربيعة ، والمطعم بن عدي بن نوفل ، وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد ، وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد ، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة ، وفي ذلك يقول أبو طالب :


                                                              جزى الله رب الناس رهطا تبايعوا على ملأ يهدي لخير ويرشد     قعود لدى جنب الحطيم كأنهم
                                                              مقاولة ، بل هم أعز وأمجد     هم رجعوا سهل ابن بيضاء راضيا
                                                              فسر أبو بكر بها ومحمد     ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت
                                                              وأن كل ما لم يرضه الله مفسد     أعان عليها كل صقر كأنه
                                                              إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد

                                                              أسلم سهل بن بيضاء بمكة ، وأخفى إسلامه ، فأخرجته قريش [معهم ] إلى بدر ، فأسر يومئذ مع المشركين ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلي ، فخلي عنه ، لا أعلم له رواية .

                                                              ومات بالمدينة ، وفيها مات أخوه سهيل وصلى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فيما رواه ابن أبي فديك ، عن الضحاك بن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة [أم المؤمنين ] قالت : والله ما صلى رسول الله [ ص: 661 ] صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد سهل وسهيل . ورواه مالك عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، ولم يذكر فيه سهلا . وأرسل الحديث .

                                                              وقد قيل : إن سهل بن بيضاء مات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ذلك الواقدي . وأما صفوان أخوهما فقتل ببدر مسلما ، على اختلاف في ذلك ، وقد ذكرناه في بابه .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية