الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1223 - صفوان بن المعطل بن ربيعة بن خزاعي بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة [بن بهثة ] بن سليم السلمي ، ثم الذكواني ، يكنى أبا عمرو .

                                                              يقال : إنه أسلم قبل المريسيع . قال الواقدي : شهد صفوان بن المعطل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق والمشاهد كلها بعدها ، وكان مع كرز بن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                              قال أبو عمر : كان يكون على ساقة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتخلف بعد عن غزوة غزاها .

                                                              وقال سلمة ، عن ابن إسحاق : قتل صفوان بن المعطل في غزوة أرمينية شهيدا ، وأميرهم يومئذ عثمان بن أبي العاص سنة تسع عشرة في خلافة عمر . وقيل : إنه مات بالجزيرة في ناحية شمشاط ، ودفن هناك ، والله أعلم .

                                                              ويقال : إنه غزا الروم في خلافة معاوية فاندقت ساقه ، ولم يزل يطاعن حتى مات ، وذلك سنة ثمان وخمسين ، وهو ابن بضع وستين . وقيل : مات سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية ، وله دار بالبصرة في سكة المربد ، وكان خيرا فاضلا شجاعا بطلا ، وهو الذي قال فيه أهل الإفك ما قالوا مع عائشة ، فبرأهما الله مما قالوا [ ص: 726 ] .

                                                              وقال محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة : اعترض صفوان بن المعطل حسان بن ثابت بالسيف لما قذفه به من الإفك وضربه ، ثم قال :


                                                              تلق ذباب السيف مني فإنني غلام إذا هو جيت لست بشاعر

                                                               وكان حسان قد عرض بابن المعطل وبمن أسلم من مضر في شعر له ذكره ابن إسحاق ، وذكر الخبر في ذلك .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية