وقد قيل :
إن أمه جميلة بنت عاصم ، والأول أكثر ، وكان اسمها عاصية فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جميلة .
ولد عاصم بن عمر قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ، [ ص: 783 ] وخاصمت فيه أمه أباه عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق ، وهو ابن أربع سنين .
وقد ذكر البخاري قال : قال لي أحمد بن سعيد ، عن الضحاك عن مخلد ، عن سفيان ، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، عن جده - أن جدته خاصمت في جده ، وهو ابن ثماني سنين .
وذكر مالك خبره ذلك في موطئه ، ولم يذكر سنه ، وكان عاصم بن عمر طويلا جسيما ، يقال : إنه كان في ذراعه ذراع ونحو من شبر ، وكان خيرا فاضلا ، يكنى أبا عمر .
ومات سنة سبعين قبل موت أخيه عبد الله بنحو أربع سنين ، ورثه أخوه عبد الله بن عمر ، فقال :
وليت المنايا كن خلفن عاصما فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معه
وكان عاصم شاعرا حسن الشعر .روى عبد الله بن المبارك ، عن السري بن يحيى ، عن ابن سيرين ، قال :
قال لي فلان - وسمى رجلا : ما رأيت أحدا من الناس إلا وهو لا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد ، غير عاصم بن عمر . ولقد كان بينه وبين رجل ذات يوم شيء فقام وهو يقول :
قضى ما قضي فيما مضى ، ثم لا يرى     له صبوة فيما بقي آخر الدهر 
إني وأخي عاصم لا نساب الناس .
وقد قيل : إن لعمر بن الخطاب ابنا يسمى عاصما ، مات في خلافته ، [ولا يصح ] . والله أعلم .
وعاصم هذا هو جد عمر بن عبد العزيز لأمه ، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .
				
						
						
