الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1338 - عامر بن فهيرة ، مولى أبي بكر الصديق ، أبو عمرو ، كان مولدا من مولدي الأزد ، أسود اللون ، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة ، فأسلم ، وهو مملوك ، فاشتراه أبو بكر من الطفيل ، فأعتقه ، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام ، وكان حسن الإسلام ، وكان يرعى الغنم في ثور ، يروح بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في الغار ، ذكر ذلك كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب . وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة ، وشهد بدرا ، وأحدا ، ثم قتل يوم بئر معونة ، وهو ابن أربعين سنة ، قتله عامر بن الطفيل .

                                                              ويروى عنه أنه قال : رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها [ ص: 797 ] .

                                                              وذكر ابن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض ، حتى رأيت السماء دونه ، ثم وضع . فقال له : هو عامر بن فهيرة .  هكذا رواية يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، ورواية غيره عن ابن إسحاق ، قال : فحدثني هشام بن عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول : من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ قالوا : عامر بن فهيرة . وذكر ابن المبارك ، وعبد الرزاق جميعا ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة قال : طلب عامر بن فهيرة [يومئذ ] في القتلى فلم يوجد . قال عروة : فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته .

                                                              وروى ابن المبارك ، عن يونس ، عن الزهري قال : زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة قتل يومئذ ، فلم يوجد جسده حين دفنوا ، فيروون أن الملائكة دفنته .

                                                              وكانت بئر معونة سنة أربع من الهجرة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة أربعين صباحا حتى نزلت : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ، فأمسك عنهم .

                                                              وقد روي أن قوله عز وجل : ليس لك من الأمر شيء نزلت في غير هذا ، وذكروا فيها وجوها ليس هذا موضعا لذكرها [ ص: 798 ] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية