1561 - عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري، يكنى أبا يوسف، وهو من ولد يوسف بن يعقوب صلى الله عليهما، كان حليفا للأنصار. يقال كان حليفا للقواقلة من بني عوف بن الخزرج، وكان اسمه في الجاهلية الحصين، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وتوفي بالمدينة في خلافة سنة ثلاث وأربعين، وهو أحد الأحبار، أسلم إذ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة [ ص: 922 ] . معاوية
قال خرجت في جماعة من أهل المدينة لننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين دخوله عبد الله بن سلام: المدينة، فنظرت إليه وتأملت وجهه، فعلمت أنه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء سمعته منه: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. وروى لعبد الله بن سلام أبو إدريس الخولاني، عن زيد بن عميرة أنه سمع يقول: معاذ بن جبل
إنه عاشر عشرة في الجنة. لعبد الله بن سلام: وقد ذكرنا هذا الخبر بإسناده في باب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو حديث حسن الإسناد صحيح، وروى أبي الدرداء، وأبو مسهر، وجماعة عن ابن وهب، عن مالك بن أنس، عن أبي النضر، عن أبيه قال: عامر بن سعد بن أبي وقاص، لعبد الله بن سلام. ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا وهذا أيضا حديث ثابت صحيح لا مقال فيه لأحد.
وقال بعض المفسرين - في قول الله عز وجل : وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم هو وقد قيل في قول الله عز وجل : عبد الله بن سلام. ومن عنده علم الكتاب إنه وأنكر ذلك عبد الله بن سلام. عكرمة والحسن، وقالا: كيف يكون ذلك والسورة مكية وإسلام كان بعد؟ [ ص: 923 ] قال عبد الله بن سلام رحمه الله: وكذلك سورة الأحقاف مكية، فالقولان جميعا لا وجه لهما عند الاعتبار، إلا أن يكون في معنى قوله : أبو عمر فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك وقد تكون السورة مكية، وفيها آيات مدنية، كالأنعام وغيرها. وقال أيوب، عن قال: نبئت أن محمد بن سيرين، قال: سيكون بينكم وبين عبد الله بن سلام قريش قتال، فإن أدركني القتال وليس في قوة فاحملوني على سرير حتى تضعوني بين الصفين.