يكنى ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة إذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا قول أبا العباس، الواقدي قال والزبير. وغيره من أهل العلم بالسير والخبر: ولد الزبير في الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث [ ص: 934 ] سنين. وروينا من وجوه، عن عبد الله بن العباس عن سعيد بن جبير، قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم يعني المفصل. هذه رواية ابن عباس، أبي بشر عن وقد روي عن سعيد بن جبير. أبي إسحاق عن عن سعيد بن جبير، قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ختين أو قال مختون. ولا يصح، والله أعلم. ابن عباس
وقد حدثنا عبد الله، حدثنا حدثنا أحمد بن حنبل، سليمان بن داود، حدثنا عن شعبة، قال: سمعت ابن إسحاق، يحدث عن سعيد بن جبير قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنة. قال ابن عباس قال أبي: وهذا هو الصواب. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، الزبيري:
يروى عن عبيد الله بن عبد الله، عن أنه قال في حجة الوداع: وكنت يومئذ قد ناهزت الحلم. ابن عباس
قال وما قاله أهل السير والعلم بأيام الناس عندي أصح، والله أعلم، وهو قولهم إن أبو عمر: كان ابن ثلاث عشرة سنة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن عباس
ومات عبد الله بن عباس بالطائف سنة ثمان وستين في أيام وكان ابن الزبير، قد أخرجه من ابن الزبير مكة إلى الطائف، ومات بها وهو ابن سبعين سنة، وقيل ابن إحدى وسبعين سنة. وقيل: ابن أربع وسبعين سنة، وصلى عليه وكبر عليه أربعا، وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة، وضرب على قبره فسطاطا. محمد ابن الحنفية،
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال [ ص: 935 ] . لعبد الله بن عباس
وفي بعض الروايات: اللهم علمه الحكمة وتأويل القرآن،
علمه التأويل. وفي حديث آخر: اللهم فقهه في الدين. اللهم بارك فيه، وانشر منه، واجعله من عبادك الصالحين. وفي حديث آخر اللهم زده علما وفقها. وهي كلها أحاديث صحاح.
وقال مجاهد رأيت ابن عباس: جبرئيل عند النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين. عن
وكان رضي الله عنه يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع أجلة الصحابة. عمر بن الخطاب يقول: عمر فتى الكهول، له لسان قؤول، وقلب عقول. ابن عباس وروي عن وكان مسروق عن أنه قال: نعم ابن مسعود ترجمان القرآن لو أدرك أسناننا ما عاشره منا رجل. ابن عباس،
وقال عن ابن عيينة، ابن أبي نجيح، عن أنه قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا مجاهد إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن عباس،
وروي مثل هذا عن القاسم بن محمد. قال أدركت نحو خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذاكروا طاوس: فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله. وقال ابن عباس خرج يزيد بن الأصم: حاجا، معه معاوية فكان ابن عباس، موكب، لمعاوية ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.
وروى شريك، عن عن الأعمش، عن أبي الضحى، مسروق أنه قال:
كنت إذا رأيت قلت: أجمل الناس. فإذا تكلم قلت: أفصح الناس. وإذا تحدث قلت: أعلم الناس. عبد الله بن عباس
وذكر الحلواني، قال: حدثنا حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش. شقيق [ ص: 936 ] أبو وائل، قال: خطبنا وهو على الموسم، فافتتح سورة النور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس، والروم، والترك، لأسلمت. ابن عباس،
قال: وحدثنا حدثنا يحيى بن آدم، عن أبو بكر بن عياش، عاصم، عن شقيق مثله.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس:
الحلال، والحرام، والعربية، والأنساب، وأحسبه قال: والشعر.
وقال عن أبو الزناد، عبيد الله بن عبد الله، قال: ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنة، ولا أجل رأيا، ولا أثقب نظرا من ولقد كان عمر يعده للمعضلات مع اجتهاد عمر ونظره للمسلمين. ابن عباس،
وقال القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس باطلا قط، وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه، وكان أصحابه يسمونه البحر، ويسمونه الحبر. ابن عباس
قال عبد الله بن أبي بن أبي زيد الهلالي:
ونحن ولدنا الفضل والحبر بعده عنيت أبا العباس ذا الفضل والندى
وقال نظر أبو عمرو بن العلاء: الحطيئة إلى في مجلس ابن عباس رضي الله عنه غالبا عليه، فقال: من هذا الذي برع الناس بعلمه، ونزل عنهم بسنه، قالوا: عمر بن الخطاب فقال فيه أبياتا منها: عبد الله بن عباس،إني وجدت بيان المرء نافلة تهدى له ووجدت العي كالصمم
والمرء يفنى ويبقى سائر الكلم وقد يلام الفتى يوما ولم يلم
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه رأيت له في كل أحواله فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل بمنتظمات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
خلقت خليقا للمودة والندى فليجا ولم تخلق كهاما ولا جهلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل مصيب ولم يثن اللسان على هجر
يصرف بالقول اللسان إذا انتحى وينظر في أعطافه نظر الصقر
فإن تصبك من الأيام قارعة لم نبك منك على دنيا ولا دين
والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقها، ورجل يطلب فضلا، فأي هذين تمنع؟ وكان بالحضرة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، فجعل يقول:
لا در در الليالي كيف تضحكنا منهما خطوب أعاجيب وتبكينا
ومثل ما تحدث الأيام من عبر في عن الدنيا تسلينا ابن الزبير
كنا نجيء ابن عباس فيسمعنا فقها ويكسبنا أجرا ويهدينا
ولا يزال عبيد الله مترعة جفانه مطعما ضيفا ومسكينا
فالبر والدين والدنيا بدارهما ننال منها الذي نبغي إذا شينا
إن النبي هو النور الذي كشطت به عمايات ماضينا وباقينا
ورهطه عصمة في دينه لهم فضل علينا وحق واجب فينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم منا وتؤذيهم فينا وتؤدينا
ولست بأولاهم به رحما يا بن الزبير ولا أولى به دينا
لن يؤتي الله إنسانا ببغضهم في الدين عزا ولا في الأرض تمكينا
إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور
ويقال: بل دخل قبره طائر أبيض وقيل: إنه بصره في التأويل.
وقال مات الزبير: ابن عباس بالطائف، فجاء طائر أبيض، فدخل في نعشه حين حمل، فما رئي خارجا منه.
شهد مع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الجمل وصفين والنهروان، وشهد معه علي الحسن والحسين ومحمد بنوه، وعبد الله وقثم ابنا العباس، ومحمد وعبد الله وعون بنو جعفر بن أبي طالب. والمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
قرأت على أحمد بن قاسم أن محمد بن معاوية حدثهم قال: حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، قال: حدثنا قال: حدثنا يحيى بن معين، عن الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، عطاء، قال: كان ناس يأتون في الشعر والأنساب، وناس يأتون لأيام الحرب ووقائعها، وناس يأتون للعلم والفقه، ما منهم صنف إلا يقبل عليهم بما شاءوا. ابن عباس