الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              1722 - عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.

                                                              صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحدث أصحابه سنا، كذا قال بعضهم. وهذا غلط، ولا يطلق على مثله أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم لصغره، ولكنه رآه، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام، واستشهد بإصطخر مع عبد الله بن عامر بن كريز، وهو ابن أربعين سنة، وكان على مقدمة الجيش يومئذ.

                                                              روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أعطى الله أهل بيت الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلا ضرهم [ ص: 1014 ] .

                                                              روى عنه عروة بن الزبير ومحمد بن سيرين، وهو القائل لمعاوية:


                                                              إذا أنت لم ترخ الإزار تكرما على الكلمة العوراء من كل جانب     فمن ذا الذي نرجو لحقن دمائنا
                                                              ومن ذا الذي نرجو لحمل النوائب

                                                              وابنه عمر بن عبيد الله بن معمر أحد أجواد العرب وأنجادها، وهو الذي قتل أبا فديك الحروري، وهو الذي مدحه العجاج بأرجوزته التي يقول فيها:


                                                              قد جبر الدين الإله فجبر

                                                              وفيها يقول:


                                                              لقد سما ابن معمر حين اعتمر      [مقرا بعيدا من بعيد وصبر ]

                                                              وكان عمر بن عبيد الله يلي الولايات، وشهد مع عبد الرحمن بن سمرة فتح كابل، وهو صاحب الثغرة، كان قاتل عليها حتى أصبح. وله مناقب صالحة، وكان سبب موت عمر هذا أن ابن أخيه عمر بن موسى خرج مع الأشعث، فأخذه الحجاج، فبلغ ذلك عمر وهو بالمدينة، فخرج يطلب فيه إلى عبد الملك، فلما بلغ موضعا يقال له ضمير على خمسة عشر ميلا من دمشق بلغه أن الحجاج ضرب عنقه، فمات كمدا عليه، فقال الفرزدق يرثيه :


                                                              يا أيها الناس لا تبكوا على أحد     بعد الذي بضمير وافق القدرا

                                                              وكان سن عمر بن عبيد الله حين مات ستين سنة، وهو مولى أبي النضر سالم شيخ مالك، وأخوه عثمان بن عبد الله، قتله شبيب الحروري وأصحابه [ ص: 1015 ] .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية