قال الغلابي: وأخبرناه أيضا ابن عائشة عن أبيه، قالوا: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار، فقال: من سيدكم؟ فقالوا: الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح وقال شاعر الأنصار في ذلك:
وقال رسول الله - والحق قوله لمن قال منا: من تسمون سيدا فقالوا له: جد بن قيس على التي
نبخله فيها وإن كان أسودا فتى ما تخطى خطوة لدنية
ولا مد في يوم إلى سوءة يدا فسود عمرو بن الجموح لجوده
وحق لعمرو بالندى أن يسودا إذا جاءه السؤال أذهب ماله
وقال: خذوه إنه عائد غدا فلو كنت يا جد بن قيس على التي
على مثلها عمرو لكنت مسودا
وقد روى حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح.
وذكره الكديمي، عن أبي بكر بن أبي الأسود، عن حميد بن الأسود، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عمرو بن سلمة، من سيدكم؟ فذكر مثله سواء.
وأما ابن إسحاق ومعمر فذكرا عن الزهري هذه القصة لبشر بن البراء بن معرور على ما ذكرناه في باب بشر بن البراء بن معرور.
وذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا إبراهيم بن حاتم الهروي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج، عن أبي الزبير، عن [ ص: 1171 ] جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس، على أنا نبخله، قال: فأي داء أدوى من البخل! بل سيدكم عمرو بن الجموح. وكان على أصنامهم في الجاهلية، وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.


