الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              باب فضالة

                                                              2080 - فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري العمري الأوسي، يكنى أبا محمد. أول مشاهده أحد، ثم شهد المشاهد كلها، ثم انتقل إلى الشام، وسكن دمشق وبنى بها دارا، وكان فيها قاضيا لمعاوية، ومات بها، وقبره بها معروف إلى اليوم.

                                                              وكان معاوية استقضاه في حين خروجه إلى صفين، وذلك أن أبا الدرداء لما حضرته الوفاة قال له معاوية: من ترى لهذا الأمر؟ فقال: فضالة بن عبيد، فلما مات أرسل إلى فضالة بن عبيد فولاه القضاء، وقال له [ ص: 1263 ] .

                                                              أما إني لم أحبك بها، ولكني استترت بك عن النار فاستر. ثم أمره معاوية على الجيش، فغزا الروم في البحر، وسبي بأرضهم.

                                                              روى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن أبا علي تمام بن شفي الهمداني حدثه قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا، فأمرنا فضالة بن عبيد بقبره فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها.  

                                                              وتوفي فضالة بن عبيد في خلافة معاوية، فحمل معاوية سريره، وقال لابنه عبد الله: أعني يا بني، فإنك لا تحمل بعده مثله أبدا. وكانت وفاته رضي الله عنه سنة ثلاث وخمسين. وقد قيل: إنه توفي في آخر خلافة معاوية وقيل: إنه مات سنة تسع وستين. والأول أصح إن شاء الله تعالى.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية