2129 - قيس بن خرشة القيسي، من بني قيس بن ثعلبة، له صحبة، أراد عبيد الله بن زياد قتله، لأنه كان شديدا على الولاة قوالا بالحق، فلما أعد له العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسه قبل أن يصيبه بشيء، وخبره في ذلك عجيب.
حدثنا قال: حدثنا خلف بن قاسم، عبد الرحمن بن عمر، قال: أخبرنا [ ص: 1287 ] أحمد بن محمد بن الحجاج، قال: حدثني خالي أبو الربيع، وأحمد بن صالح، وأحمد بن عمرو بن السرح، ويحيى بن سليمان، قالوا: حدثنا قال: ابن وهب،
حدثني عن حرملة بن عمران، - أنه سمعه يحدث يزيد بن أبي حبيب محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي، قال: قيس بن خرشة وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صفين وقف كعب، ثم نظر ساعة، فقال: لا إله إلا الله، ليهرقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يهرق ببقعة من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا ما هذا، فإن هذا من العيب الذي استأثر الله به. فقال أبا إسحاق كعب: ما من شبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران عليه السلام - ما يكون عليه إلى يوم القيامة. فقال محمد بن يزيد: ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل:
تقول: ومن قيس بن خرشة! وما تعرفه، وهو رجل من أهل بلادك؟ قال:
والله ما أعرفه. قال: فإن قيس بن خرشة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله، وعلى أن أقول بالحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس، عسى إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم الحق. قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لا يضرك بشر. قال:
فكان قيس يعيب زيادا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم! فقال: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله [ ص: 1288 ] وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن هو؟ قال: من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك! قال:
أنت وأبوك، والذي أمركما. قال: وأنت الذي تزعم أنه لا يضرك بشر؟ قال: نعم. قال: لتعلمن اليوم أنك كاذب، إيتوني بصاحب العذاب، فمال قيس عند ذلك فمات - رحمة الله تعالى عليه. اصطحب