الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2156 - قيس بن النعمان السكوني.

                                                              كوفي، يقال: إنه كان قد قرأ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحصاه على عهد عمر.

                                                              من حديثه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأهديت إليه، فأبى، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه إلى الغار. روى عنه إياد بن لقيط السدوسي، وكان جارا له.

                                                              روى أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان قال: لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان مرا بعبد يرعى غنما، فاستسقياه من اللبن، فقال:

                                                              ما عندي شاة تحلب، غير أن هاهنا عناقا حملت أول الشاء، وقد أجدبت، وما بقي لها لبن. فقال: ادع بها عندي. فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح ضرعها، ودعا حتى أنزلت. قال: وجاء أبو بكر، فحلب فسقى أبا بكر، وحلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب، فقال الراعي: بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط! قال: وتراك تكتم علي حتى أخبرك؟ قال: نعم. قال: فإني محمد رسول الله. قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ! قال: إنهم ليقولون ذلك. قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق، وأنه لا يفعل ما فعلته إلا نبي وإني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك. فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا.
                                                               
                                                              [ ص: 1302 ]

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية