واسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي. يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا عبد الرحمن، أمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة، من بني سلمة أيضا. شهد العقبة الثانية، واختلف في شهوده بدرا، ولما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين كعب وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار. كان أحد شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يردون [ ص: 1324 ] الأذى عنه، وكان مجودا مطبوعا، قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر، وعرف به، ثم أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها. وقد قيل: إنه شهد بدرا، فالله تعالى أعلم. وهو أحد الثلاثة الأنصار الذين قال الله فيهم : وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض . . . الآية، وهم: كعب بن مالك الشاعر هذا، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، تخلفوا عن غزوة تبوك، فتاب الله عليهم، وعذرهم، وغفر لهم، ونزل القرآن المتلو في شأنهم. وكان يوم كعب بن مالك أحد لبس لأمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت صفراء، ولبس النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فجرح أحد عشر جرحا. كعب بن مالك
وتوفي في كعب بن مالك زمن معاوية، سنة خمسين. وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره. يعد في المدنيين. روى عنه جماعة من التابعين.
أخبرنا حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا محمد بن عبد السلام، الرياشي، قال: حدثنا قال. حدثنا عبيد بن عقيل، عن جرير بن حازم، قال. كان شعراء المسلمين: محمد بن سيرين، حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، فكان وكعب بن مالك، كعب يخوفهم الحرب، وعبد الله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب. قال فبلغني أن ابن سيرين: دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كل وتر وخيبر ثم أغمدنا السيوفا [ ص: 1325 ] نخبرها ولو نطقت لقالت
قواطعهن دوسا أو ثقيفا
قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
وقال وأما شعراء المشركين ابن سيرين: فعمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبعرى، وأبو سفيان بن الحارث. قال الزبيري: وضرار بن الخطاب.
أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثني أبي، حدثني العباس بن الوليد بن مزيد، قال: الأوزاعي،
حدثني عن يونس بن يزيد الأيلي ، قال: حدثني الزهري، - عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، كعب بن مالك أن قال أبو عمر: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترى الله عز وجل شكر لك قولك: لكعب بن مالك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
جاءت سخينة كي تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا [ ص: 1326 ] .
وله أشعار حسان جدا في المغازي وغيرها.
وروى عن ابن وهب، يونس، عن قال: بلغني أن ابن شهاب، قال - يوم الدار: يا معشر الأنصار، انصروا الله مرتين. وقال كعب بن مالك قال ذلك أبو صالح السمان: زيد بن ثابت.