الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2245 - مازن بن العضوبة .

                                                              ويقال الغضوب الخطامي، فخذ من طيئ، الطائي العماني، له صحبة، وهو جد أحمد بن حرب وعلي بن حرب الطائي، وخبره عجيب، مخرج في أعلام النبوة من أخبار الكهان. وفي خبره قال:

                                                              قلت: يا رسول الله، إني امرؤ من خطامة طي، وإني لمولع بالطرب، وأحب الخمر والنساء، فيذهب مالي، ولا أحمد حالي، فادع لي الله أن يذهب ذلك عني، وليس لي ولد، فادع الله أن يهب لي ولدا، قال: فدعا لي، فأذهب الله عني ما كنت أجد، وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد، وحفظت شطر القرآن، وحججت حججا، وأنشد:


                                                              إليك رسول الله خبت مطيتي تجوب الفيافي من عمان إلى العرج     لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى
                                                              فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج     إلى معشر جانبت في الله دينهم
                                                              فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي     وكنت امرأ باللهو والخمر مولعا
                                                              شبابي إلى أن آذن الجسم بالنهج     فبدلني بالخمر خوفا وخشية
                                                              وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي     فأصبحت همي في الجهاد ونيتي
                                                              فلله ما صومي ولله ما حجي

                                                               
                                                              وحديثه في أعلام النبوة من حديث ابن الكلبي عن أبيه.

                                                              [ ص: 1345 ]

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية