الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2324 - محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي .

                                                              ولد بأرض الحبشة، كانت أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل. وقيل جويرية، [وقيل أسماء] بنت المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، قد هاجرت إليها مع زوجها حاطب، فولدت له هناك محمدا والحارث ابني حاطب، وكان محمد بن حاطب يكنى أبا القاسم، وقيل: أبا إبراهيم. توفي في خلافة عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين بمكة في العام الذي توفي فيه عبد الله بن عمر بمكة. وقيل بالكوفة، وعداده في الكوفيين وقال مصعب: كان ابن حاطب في حين قدومه من أرض الحبشة وهو صبي قد أصابته نار في إحدى يديه وأحرقته، فذهبت به أم جميل بنت المجلل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرقاه ونفث عليه.

                                                              وقال البخاري: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، قال: أخبرني أبي عثمان، عن جده محمد بن حاطب، عن أمه أم جميل أم محمد بن حاطب، قالت: خرجت بك من أرض الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طعاما، فتناولت القدر، فانكفأت على ذراعك، فقدمت المدينة، وأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، وهو أول من [ ص: 1369 ] سمي بك، فمسح على رأسك، ودعا بالبركة، ثم تفل في فيك، وجعل يتفل على يدك، ويقول: أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك. شفاء لا يغادر سقما قالت: فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك.  

                                                              وقال مصعب: كانت أسماء بنت عميس أرضعت محمد بن حاطب مع ابنها عبد الله بن جعفر، فكانا يتواصلان على ذلك حتى ماتا. روى عنه أبو بلج، وسماك بن حرب ، وأبو عون الثقفي .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية