المعروف بالسجاد. أمه أخت حمنة بنت جحش أتى به أبوه زينب بنت جحش، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح رأسه وسماه طلحة محمدا، وكناه بأبي القاسم. وقد قيل: كنيته أبو سليمان. والصحيح أبو القاسم. روى عن يزيد بن هارون، أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى لطلحة، عن قال: عيسى بن طلحة،
حدثتني ظئر محمد بن طلحة، قالت: محمد بن طلحة أتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما سميتموه؟ قلنا: محمدا. فقال: هذا سميي، وكنيته أبو القاسم. لما ولد ومن قال: كنيته أبو سليمان احتج بما روي عن قال: محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ لما ولد محمد بن طلحة أتى به أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمه طلحة محمدا، فقال: يا رسول الله، أكنيه أبا القاسم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أجمعهما له، هو أبو سليمان. وروي عن عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، قال: إبراهيم بن محمد بن طلحة، لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة بن عبيد الله جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه محمدا، وكناه أبا سليمان.
وقال أبو راشد بن حفص الزهري: أدركت أربعة من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يسمى محمدا، ويكنى أبا القاسم: محمد بن علي، [ ص: 1372 ] ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص. وقتل محمد بن طلحة يوم الجمل مع أبيه، وكان هواه فيما ذكروا مع وكان قد نهى عن قتله في ذلك اليوم، وقال: إياكم وصاحب البرنس، وروي أن علي بن أبي طالب، مر به وهو قتيل يوم الجمل، فقال: هذا السجاد ورب عليا الكعبة، هذا الذي قتله بره بأبيه، يعني أن أباه أكرهه على الخروج في ذلك اليوم. وكان قد أمره أن يتقدم للقتال، فتقدم، ونثل درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عليه رجل، قال: نشدتك بحاميم، حتى شد عليه رجل فقتله، وأنشد يقول: طلحة
وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم ضممت إليه بالقناة قميصه
فخر صريعا لليدين وللفم على غير ذنب غير أن ليس تابعا
ومن لا يتبع الحق يظلم يذكرني حاميم والرمح شاجر عليا،
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويروى في رواية أخرى:
خرقت له بالرمح جيب قميصه فخر صريعا لليدين وللفم
يناشدني حاميم والرمح شارع
يقال: قتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له كعب بن مدلج. وقيل:
بل قتله شداد بن معاوية العبسي. وقيل: بل قتله الأشتر. وقيل: بل قتله عصام بن مقشعر النصري، وهو قول أكثرهم. وهو الذي يقول:
وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
دلفت له بالرمح من تحت نحره فخر صريعا لليدين وللفم
شككت إليه بالسنان قميصه فأذريته عن ظهر طرف مسوم
[ ص: 1373 ] أقمت له في دفعه الخيل صلبه بمثل قدامى النسر حران لهذم
على غير شيء غير أن ليس تابعا ومن لا يتبع الحق يظلم عليا
يذكرني حاميم لما طعنته فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وروينا عن قال: لما فرغنا من قتال يوم الجمل قام محمد بن حاطب علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، وعمار بن ياسر، وصعصعة بن صوحان، والأشتر، ومحمد بن أبي بكر، يطوفون في القتلى، فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه، فأكبه على قفاه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا فرع قريش، والله! فقال له أبوه: ومن هو يا بني؟ فقال: محمد بن طلحة .
فقال: إنا لله وإنا راجعون، إن كان - ما علمته - لشابا صالحا، ثم قعد كئيبا حزينا. فقال له الحسن: يا أبت، قد كنت أنهاك عن هذا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان. قال: قد كان ذلك يا بني، فلوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة. روى عنه ابنه إبراهيم بن محمد بن طلحة، وقال وعبد الرحمن بن أبي ليلى. سيف: ادعى قتل محمد بن طلحة جماعة منهم ابن المكعبر الضبي، وغفار بن المسعر البصري .