2369 - مرداس بن نهيك الفزاري، فيه نزلت: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ... الآية، كان يرعى غنما له فهجمت عليه سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها وأميرها أسامة بن زيد، فلقيه سلمة بن الأكوع، أسامة وألقى إليه السلام، وقال: السلام عليكم، أنا مؤمن، فحسب أسامة أنه ألقى إليه السلام متعوذا، فقتله، فأنزل الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ... الآية. [ ص: 1387 ] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أسامة ويحب أن يثني الناس عليه خيرا إذا بعثه بعثا، وكان مع ذلك يسأل عنه، فلما قتل هذا المسلم مرداسا لم تكتم السرية ذلك عن رسول صلى الله عليه وسلم، فلما أعلنوه بذلك رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى أسامة، فقال له: كيف أنت ولا إله إلا الله! فقال: يا رسول الله، إنما قالها متعوذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا شققت عن قلبه، فنظرت إليه، فأنزل الله هذه الآية، وأخبر أنه إنما قتله من أجل عرض الدنيا: غنيمته، وجمله، فحلف أسامة ألا يقاتل رجلا يقول: لا إله إلا الله أبدا. هذا في تفسير وتفسير السدي، عن ابن جريج، وفي تفسير عكرمة. سعيد عن وقاله غيرهم أيضا. ولم يختلفوا في أن المقتول يومئذ الذي ألقى إليه السلام، وقال: إني مؤمن - رجل يسمى قتادة مرداسا، واختلفوا في قاتله، وفي أمير تلك السرية اختلافا كثيرا، وقد ذكرنا جملته في باب محلم بن جثامة من هذا الكتاب .