وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال.
إن تحت الأحجار حزما وجودا وخصيما ألد ذا معلاق حية في الوجار أربد لا ينفع
منه السليم نفت الراقي
روى عن مجالد، قال: دهاة العرب أربعة: الشعبي، معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد.
فأما فللأناة والحلم، وأما معاوية عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي، عن قال: كان الأصمعي، يقول: معاوية
أنا للإناءة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم. قال يقولون: إن أبو عمر. لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء، مع كرم كان فيه وفضل. قيس بن سعد بن عبادة
حدثنا سعيد بن مسور، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا محمد بن قاسم، حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا سحنون، عن قال: أحصن ابن نافع، المغيرة ابن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام. قال ابن وضاح: غير يقول: ألف امرأة. ولما شهد على ابن نافع المغيرة عند عزله عن عمر البصرة، وولاه الكوفة فلم يزل عليها إلى أن قتل فأقره عليه عمر ثم عزله عثمان، فلم يزل كذلك. عثمان،
واعتزل صفين، فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل وصالح علي، معاوية الحسن، ودخل الكوفة ولاه عليها وتوفي سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرا عليها واستخلف عليها عند موته ابنه لمعاوية، عروة [ ص: 1447 ] .
وقيل: بل استخلف جريرا، فولى حينئذ معاوية الكوفة زيادا مع البصرة، وجمع له العراقين، وتوفي المغيرة بن شعبة بالكوفة في داره بها في التاريخ المذكور.
ولما قتل وبايع الناس عثمان دخل عليه عليا فقال: يا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل المغيرة بن شعبة طلحة بن عبيد الله على الكوفة على والزبير بن العوام البصرة، وابعث بعهده على معاوية الشام حتى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قال أما علي: طلحة فسأرى رأيي فيهما، وأما والزبير فلا والله لا أراني الله مستعملا له، ولا مستعينا به، ما دام على حاله، ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون، فإن أبى حاكمته إلى الله، وانصرف عنه معاوية المغيرة مغضبا لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كان الغد أتاه فقال:
يا أمير المؤمنين، نظرت فيما قلت بالأمس وما جاوبتني به، فرأيت أنك وفقت للخير، فاطلب الحق. ثم خرج عنه، فلقيه الحسن وهو خارج، فقال لأبيه: ما قال لك هذا الأعور؟ قال: أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا: قال: نصح لك والله أمس، وخدعك اليوم. فقال له علي: إن أقررت على ما في يده كنت متخذ المضلين عضدا. وقال معاوية المغيرة في ذلك:
نصحت عليا في ابن هند نصيحة فرد فلا يسمع له الدهر ثانيه
وقلت له أرسل إليه بعهده على الشام حتى يستقر معاويه
ويعلم أهل الشام أن قد ملكته فأم ابن هند عند ذلك هاويه
فلم يقبل النصح الذي جئته به وكانت له تلك النصيحة كافيه