ويقال ذياد، والكسر أكثر - ابن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة - وعمارة بالفتح والتشديد في بلي - البلوي حليف للأنصار. وقيل له المجذر لأنه كان غليظ الخلق، والمجذر الغليظ، واسمه عبد الله ابن ذياد، وهو الذي قتل سويد بن الصامت في الجاهلية فهيج قتله وقعة بعاث، ثم أسلم المجذر، وشهد بدرا، وهو الذي قتل أبا البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي يوم بدر، بدر: من لقي فلا يقتله. أبا البختري وقال مثل ذلك [ ص: 1460 ] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال يوم وإنما قال ذلك في للعباس، فيما ذكروا لأنه لم يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت أبي البختري قريش على بني هاشم وبني المطلب، فلقيه المجذر بن ذياد فقال له: يا قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلك ومع أبا البختري، زميل له خرج معه من أبي البختري مكة وهو جبارة بن مليحة - رجل من بني ليث، قال: وزميلي؟ فقال المجذر: لا والله، ما نحن بتاركي زميلك ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك.
قال: فقال أبو البختري: لا والله إذا لأموتن أنا وهو جميعا، لا يتحدث عني قريش بمكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة. فقال له المجذر: إن لم تسلمه قاتلتك، فأبى إلا القتال، فلما نازله جعل أبو البختري يرتجز:
لن يسلم ابن حرة زميله ولا يفارق جزعا أكيله
حتى يموت أو يرى سبيله
وارتجز المجذر:أنا المجذر وأصلي من بلي أطعن بالحربة حتى تنثني
ولا يرى مجذرا يفري الفري
فاقتتلا، فقتله المجذر، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثك بالحق، لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا القتال، فقاتلته فقتلته، المجذر بن ذياد يوم أحد شهيدا، قتله وقتل الحارث بن سويد بن الصامت، ثم لحق بمكة كافرا، ثم أتى مسلما بعد الفتح، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بالمجذر، وكان يطلب غرة الحارث بن سويد المجذر ليقتله بأبيه، فشهدا جميعا [ ص: 1461 ] أحدا ، فلما كان من جولة الناس ما كان أتاه من خلفه، فضرب عنقه، وقتله غيلة، فأتى الحارث بن سويد جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقتل المجدر غيلة، وأمره أن يقتله به، وذلك بعد قدومه المدينة من مكة. وقد ذكر خبره على نحو هذا المعنى بخلاف شيء منه. وقيل: اسم ابن إسحاق المجذر عبد الله بن ذياد، وسنذكره في العبادلة إن شاء الله تعالى.