الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2525 - محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن [الحارث بن] الخزرج الأنصاري الحارثي، يكنى أبا سعد، يعد في أهل المدينة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام، وشهد أحدا، والخندق، وما بعدها من المشاهد. وهو أخو حويصة ابن مسعود، [على يده أسلم أخوه حويصة بن مسعود] ، وكان حويصة بن مسعود أكبر منه، وكان محيصة أنجب وأفضل، وله خبر عجيب في المغازي ذكره ابن إسحاق عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يؤذي رسول الله عليه وسلم بشعره  وسعيه، ويحرض العرب عليه، وهو رجل من بني نبهان من طي، فلما قتل كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ظفر ثم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة بن مسعود على ابن سينة - رجل من تجار يهود، كان يلابسهم ويبايعهم - فقتله، وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم. وكان أسن من محيصة، فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول: أي عدو الله، قتلته، أما والله لرب شحم في بطنك من ماله! قال محيصة [ ص: 1464 ] .

                                                              فقلت له: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قال:

                                                              آلله! لو أمرك بقتلي لقتلتني. قال: نعم. قلت: والله لو أمرني بقتلك لقتلتك.

                                                              قال: والله إن دينا بلغ بك هذا لعجب، فأسلم حويصة، وكان ذلك أول إسلامه، فقال محيصة:


                                                              يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله لطبقت ذفراه بأبيض قاضب     حسام كلون الملح أخلص صقله
                                                              متى ما أصوبه فليس بكاذب     وما سرني أني قتلتك طائعا
                                                              وأن لنا ما بين بصرى ومأرب

                                                              روى محيصة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كسب الحجام.  حديثه عند الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن محيصة بن مسعود الأنصاري أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن خراجه، فقال: لا تقربه. فردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اعلف به الناضح، اجعله في كرشه.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية