الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              2619 - النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري.

                                                              هو الذي خلف على خولة بنت قيس الأنصارية بعد قتل حمزة بن عبد المطلب عنها، وكان النعمان بن العجلان لسان الأنصار وشاعرهم. ويقال: إنه كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العين، وكان سيدا وهو القائل:


                                                              فقل لقريش نحن أصحاب مكة ويوم حنين والفوارس في بدر     وأصحاب أحد والنضير وخيبر
                                                              ونحن رجعنا من قريظة بالذكر     ويوم بأرض الشام إذ قيل جعفر
                                                              وزيد وعبد الله في علق يجري     وفي كل يوم ينكر الكلب أهله
                                                              نطاعن فيه بالمثقفة السمر     ونضرب في يوم العجاجة أرؤسا
                                                              ببيض كأمثال البروق على الكفر     نصرنا وآوينا النبي ولم نخف
                                                              صروف الليالي والعظيم من الأمر     وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم
                                                              وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر     نقاسمكم أموالنا وديارنا
                                                              كقسمة أيسار الجزور على الشطر     ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه
                                                              وكنا أناسا نذهب العسر باليسر     وكان خطاء ما أتينا وأنتم
                                                              صوابا كأنا لا نريش ولا نبري     وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم
                                                              عتيق ابن عثمان حلال أبا بكر     وأهل أبو بكر لها خير قائم
                                                              وإن عليا كان أخلق للأمر     وكانا هوانا في علي وإنه
                                                              لأهل لها من حيث ندري ولا ندري     وهذا بحمد الله يشفي من العمى
                                                              ويفتح آذانا ثقلن من الوقر     نجي رسول الله في الغار وحده
                                                              وصاحبه الصديق في سالف الدهر [ ص: 1502 ]     فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها
                                                              ولكن هذا الخير أجمع للصبر     ولم نرض إلا بالرضا لربما
                                                              ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر



                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية